“إسرائيل” تمنع طائرة عباس من الإقلاع من عمّان وتحرج الأردن: إهانة جديدة للحكام العرب المطبعين

الأردن – المساء برس|

كشفت وسائل إعلام عبرية عن واقعة محرجة جديدة في سياق العلاقات المتوترة بين الأردن والاحتلال الإسرائيلي، حيث منعت سلطات الاحتلال طائرة تقلّ رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، من الإقلاع من مطار في الأردن باتجاه العاصمة السورية دمشق.

وبحسب ما نقلته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، فقد رفض سلاح الجو الإسرائيلي، بتعليمات مباشرة من القيادة السياسية، منح الطائرة الأردنية إذناً بعبور المجال الجوي السوري، الذي تسيطر عليه “إسرائيل” عسكرياً، ما أجبرها على البقاء في مكانها ومنع عباس من السفر جواً.

وأوضحت الصحيفة أن الطائرة كانت تستعد للإقلاع من الأراضي الأردنية، ما سبّب حرجاً كبيراً للملك عبد الله الثاني، خاصة في ظل حساسية العلاقات بين عمان وتل أبيب، وتزامن هذا الإجراء مع توترات متصاعدة بين الجانبين.

واضطر عباس في نهاية المطاف إلى التوجّه إلى دمشق براً، وسط صمت رسمي من الطرفين، في وقت تزداد فيه علامات الاستفهام حول مستقبل العلاقات الثنائية في ظل هذه التصرفات الإسرائيلية المهينة.

وجاء ذلك بعد أيام من تصعيد إسرائيلي مماثل، عندما أمر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بإغلاق الأجواء أمام رحلات من وإلى الأردن، على خلفية تأخير أردني للسماح بعبور طائرة إماراتية كانت ستقلّه إلى أبوظبي، ما اعتُبر حينها من قبل “إسرائيل” انتهاكاً لاتفاقيات الملاحة الجوية.

وفي سياق متصل، أعربت “إسرائيل” عن غضبها من مشهد يظهر نائب نقيب المحامين الأردنيين، وليد العدوان، وهو يدوس على العلم الإسرائيلي عند مدخل النقابة، وأصدرت إدانة وصفتها وسائل إعلام إسرائيلية بـ”شديدة اللهجة”، في محاولة جديدة للضغط على عمّان.

وهذه الحادثة لا تظهر فقط مدى استهتار “إسرائيل” بالأنظمة العربية التي هرولت نحو التطبيع، بل تفضح هشاشة تلك العلاقات المبنية على الوهم والرضوخ السياسي. فحتى حليف مثل الأردن، الذي وقّع معاهدة “سلام” منذ عقود، لم يسلم من الإهانة العلنية.

التحكم الإسرائيلي بالمجال الجوي، ومنع طائرة رسمية أردنية تحمل رئيس السلطة الفلسطينية من التحليق، يكشف أن الاحتلال لا يرى في العرب سوى أدوات تنفيذ، لا شركاء. الأردن، الذي يسوّق نفسه كوسيط سلام إقليمي، تعرّض لإهانة مباشرة من حليف يفترض أنه “صديق استراتيجي”، كما يروج إعلام الأردن.

أما الدول التي سبقت أو لحقت بركب التطبيع، وعلى رأسها الإمارات، فهي تكتشف يوماً بعد يوم أن علاقاتها مع “إسرائيل” ليست سوى ورقة مساومة بيد الاحتلال، يستخدمها متى شاء للضغط والإذلال والابتزاز.

 

 

قد يعجبك ايضا