“TradeWinds”: هجمات الطائرات المسيرة تكشف استمرار التهديد اليمني للملاحة في البحر الأحمر

خاص – المساء برس|

في تقرير جديد نشره موقع “TradeWindsNews” النرويجي المتخصص في شؤون الملاحة البحرية، تم التأكيد على أن التهديد اليمني بقيادة قوات صنعاء لا يزال يلقي بظلاله الثقيلة على خطوط الشحن البحري الدولية في البحر الأحمر، رغم الهجمات العسكرية الأمريكية المستمرة.

رصد هجمات بطائرات مسيرة قرب السواحل السعودية

الموقع نقل عن شركة “Africa Risk Compliance” البريطانية، المختصة بتتبع المخاطر البحرية، أن سفينتين تعرضتا لهجمات بطائرات مسيرة خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، في مواقع قريبة من ميناء جدة وينبع السعوديين.

الهجوم الأول: في تاريخ 15 أبريل على بعد 10 أميال بحرية غرب مدينة جدة، حيث شوهدت 7 طائرات مسيّرة تقترب من سفينة تجارية، ثم تكررت الرؤية في موقع قريب لاحقاً، وأضاف الموقع إنه لم تسجل أضرار أو إصابات بسبب الهجوم.

الهجوم الثاني: وقع في 16 أبريل على بعد 105 أميال بحرية شمال غرب ينبع، وفي التفاصيل: تم رصد 4 طائرات مسيرة في الساعة 19:00 بتوقيت UTC، أعقبتها تحركات أخرى لطائرات قريبة من السفينة، ويقول الموقع إن السفينة واصلت رحلتها دون أضرار.

ووصف الموقع هذه الهجمات بأنها “تذكير صارخ” باستمرار الأزمة في البحر الأحمر، وفشل الحملة العسكرية الأمريكية لوقف واحتواء التصعيد.

في السياق العسكري والسياسي:

فإن هذه الهجمات المتكررة رغم الضربات الجوية الأمريكية المتواصلة ضد اليمن منذ منتصف مارس، تكشف أن القدرات اليمنية ما زالت فعالة، وأن القصف لم يؤد إلى أي تقليص جوهري في نشاط الطائرات المسيّرة أو الصواريخ اليمنية وأن الحظر اليمني لا يزال مفروضاً بقوة على الملاحة الإسرائيلية.

كما يكشف التقرير عجز الأساطيل الأمريكية والغربية المنتشرة في المنطقة عن حماية حركة السفن التجارية، رغم التكاليف الباهظة للحملة الجوية والبحرية، والتي تخطت 4 مليارات دولار بحسب تقارير أمريكية.

الأهم من ذلك أن حالة الاستنزاف العسكري الأمريكي تتواصل، بينما تواصل صنعاء فرض معادلتها الاستراتيجية: لن تمر الملاحة نحو الكيان الصهيوني أو الداعمين له دون ثمن إنساني وسياسي وعسكري لصالح الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ويرى مراقبون إن هذه الهجمات، وإن لم تُسفر عن أضرار مباشرة، تعمّق مناخ القلق لدى شركات التأمين العالمية، وترفع كلفة الشحن التجاري عبر هذا الممر الذي تمر عبره 15% من تجارة العالم، وهو ما يشكل أحد أبرز انتصارات معادلة الردع اليمنية.

ورغم القصف،والتحالفات الغربية، ورغم الوجود العسكري المكثف في البحر الأحمر، تُظهر صنعاء قدرة ميدانية مستمرة على إرباك خصومها واستنزافهم بوسائل دقيقة ومنخفضة التكلفة.

وهذا ما تؤكده أيضاً التقارير الغربية نفسها، وإن بشكل غير مباشر، عن نجاح اليمن في فرض واقع استراتيجي جديد في قلب المعادلات البحرية الدولية.

قد يعجبك ايضا