الحوثي: سلاح الأمة ضرورة وجودية ومقاومة التطبيع واجب ديني وإنساني
صنعاء – المساء برس|
جدد قائد حركة “أنصار الله” في اليمن، عبدالملك الحوثي، في كلمته اليوم الخميس، التأكيد على أن امتلاك الشعوب العربية والإسلامية لوسائل القوة والسلاح هو حق وجودي وضرورة ملحة، في ظل تزايد العدوان الإسرائيلي وغياب أي تحرك دولي لنصرة الشعوب المظلومة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني.
وقال الحوثي متسائلاً: “من الذي سيوفر الحماية لأمتنا إذا لم تمتلك السلاح وكل وسائل القوة؟”، مشيراً إلى أن التاريخ الإسلامي حافل بجرائم الإبادة التي تعرّض لها المسلمون نتيجة لترك الجهاد وغياب منطق الردع.
وأضاف أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن يغضّون الطرف عن جرائم الإبادة، بينما “يبتهج الأوروبيون بكل استباحة لدماء المسلمين”، مؤكداً أن فرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا مارست جرائم إبادة واستعمار بشع بحق شعوب عربية، وما زالت تمارس سياسات استفزازية ضد الجزائر حتى اليوم.
وشدد الحوثي على أن الأمة الإسلامية بحاجة للسلاح أكثر من أي أمة أخرى، لأن شعوبها تستهدف بشكل مستمر وتُترك دون حماية. وقال: “بدلاً من التماهي مع الطرح الأميركي والإسرائيلي، على شعوبنا أن تسعى بكل قوة لامتلاك وسائل الدفاع عن النفس”.
ووصف أي دعوات لنزع سلاح المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية بأنها “مؤامرة كبرى”، داعياً إلى دعم المقاومة لا خنقها، لأن المقاومة، بحسب قوله، هي التي حفظت القضية الفلسطينية من التصفية الكاملة، وهي التي أعاقت التهجير الكامل للشعب الفلسطيني.
وأكد السيد الحوثي أن الواجب الديني والإنساني يقتضي مواقف عملية لمساندة الشعب الفلسطيني، مضيفاً: “إذا لم تتحرك الأمة على المستوى العسكري، فلتتحرك بخطوات أخرى كالمقاطعة السياسية والاقتصادية”، مشيداً بعدد من الخطوات العملية التي اتخذتها دول مثل المالديف وبنغلاديش بمنع دخول السياح الإسرائيليين، واصفاً إياها بأنها “مواقف مشرفة”.
وطالب الحوثي بالمزيد من الخطوات العملية الهادفة لعزل العدو الإسرائيلي دولياً، موضحاً أن الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية لا تزال عاجزة عن اتخاذ موقف عملي واحد، حتى في الحد الأدنى.
وفي جانب مهم من كلمته، أشار الحوثي إلى أن الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا تحاولان قمع الصوت الإنساني المتضامن مع الشعب الفلسطيني، لا سيما في الأوساط الطلابية داخل الجامعات، موضحاً أن هناك اعتقالات وترحيلاً لطلاب، ووقفاً للمنح الدراسية، ومصادرة للحريات، في سياق حرب ناعمة لإسكات أي تضامن مع غزة.
وقال إن “الأميركي ينفذ اعتقالات بحق الطلاب، ويستهدف الجامعات، ويجرّم المطالبة بوقف الإبادة الجماعية”، معتبراً ذلك انكشافاً فاضحاً للقيم الغربية الزائفة.
وأوضح أن الصهيونية اليهودية باتت تشكل خطراً على حرية النخب والمجتمعات في الغرب، داعياً المثقفين والطلاب في العالم إلى الوعي بخطورة هذا النفوذ، والوقوف إلى جانب القيم الإنسانية الحقيقية، دفاعاً عن فلسطين وعن كرامة الشعوب المستضعفة.