الحوثي: تجريد المقاومة من السلاح خيانة كبرى وأمتنا بحاجة إلى قوة ردع أمام العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكياً
صنعاء – المساء برس|
أكد قائد حركة “أنصار الله” في اليمن، عبدالملك الحوثي، في كلمته الأسبوعية اليوم الخميس حول آخر التطورات في المنطقة، أن استمرار العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان وسوريا يؤكد الحاجة الملحّة لأن تمتلك الشعوب العربية والإسلامية إمكانات الردع والحماية في وجه عدو لا يعرف إلا منطق القوة.
وأوضح الحوثي أن الاحتلال الإسرائيلي ثبت تسع قواعد عسكرية في جنوب سوريا، مستبيحاً أراضيها، في ظل صمت دولي وتواطؤ عربي، مشيراً إلى أن العدو يضع “خطوطاً حمراء” أمام الجماعات التكفيرية ويستغلها في مشروعه التدميري في المنطقة.
وقال: “كل ما يفعله العدو في فلسطين ولبنان وسوريا شاهد واضح على أن شعوبنا بحاجة ماسّة إلى امتلاك وسائل الدفاع عن النفس، ومواجهة هذا العدو المجرم الذي يرتكب أبشع الجرائم دون أي رادع”.
تسليح الشعوب لا تجريدها
وفي موقف صريح ضد الأطروحات التي تتبنّاها بعض الأنظمة العربية، شدّد الحوثي على أن المطالبات بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية واللبنانية هي مطالبات “غير منطقية وسخيفة”، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني هو الأَولى بامتلاك السلاح، للدفاع عن الأرض والعرض والكرامة.
وأضاف: “أي حديث عن نزع سلاح غزة أو لبنان هو تحويل لشعوبنا إلى خرفان تذبح في أعياد العدو”، مستذكراً ما حدث بعد نكبة عام 1948، ونكسة عام 1967، عندما قامت أنظمة عربية بنزع سلاح الفلسطينيين، ليتركوا فريسة للعدو دون أي حماية.
وانتقد الحوثي بشدة السياسات الأمريكية والغربية التي تدعم تسليح الاحتلال الإسرائيلي بكل أنواع الأسلحة، بما في ذلك السلاح النووي، بينما تحرّم على الشعوب المظلومة حتى الحق في امتلاك وسائل الدفاع.
وقال: “الولايات المتحدة لا تكتفي بدعم العدو الإسرائيلي، بل تريد من العرب والمسلمين أن يكونوا مجرّدين بالكامل من السلاح، لكي يُقتلوا وتُستباح أرضهم دون أن تكون لهم أي قدرة على الرد أو الدفاع عن أنفسهم”.
وأشار إلى أن “ما تشهده غزة من إبادة جماعية، وسوريا من استباحة، ولبنان من اعتداءات، يجب أن يكون دافعاً لتوحيد الموقف العربي والإسلامي حول أولوية دعم المقاومة وتسليح الشعوب، لا العكس”.
المقاومة حجر العثرة أمام مشاريع التصفية
ورأى الحوثي أن المقاومة الفلسطينية هي التي أفشلت عبر العقود مخططات التهجير والتصفية الشاملة للقضية الفلسطينية، رغم الحصار والإمكانات المحدودة، مشدداً على أن الأوضاع كانت لتكون مختلفة جذرياً لو تلقت هذه المقاومة دعماً عربياً حقيقياً منذ البداية.
وأضاف: “كل شعوب العالم تسعى لامتلاك وسائل الردع والحماية، فلماذا يُراد فقط من الفلسطينيين أن يجردوا من سلاحهم؟ هذه مؤامرة، وليست خياراً سياسياً”.
وأكد على أن معركة الوعي والتعبئة يجب أن تسبق أي معركة ميدانية، داعياً الشعوب العربية والإسلامية إلى رفض أي مشروع يسعى لتجريدهم من وسائل القوة، وتبنّي خيار المقاومة كخيار وجودي لا بديل عنه.