تطورات الجبهة اليمنية المساندة لغزة.. دور سعودي جديد لدعم “إسرائيل”
خاص – المساء برس|
في تطور أمني لافت يعكس حجم القلق الإسرائيلي من الضربات الصاروخية اليمنية، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن “الإسرائيليين سيتلقون إشعارات فورية على هواتفهم المحمولة بمجرد إطلاق صاروخ من اليمن”، على غرار ما حدث خلال الهجوم الإيراني الأخير.
التصريح أثار جدلاً واسعاً، خاصة أنه يكشف ضمناً عن وجود منظومة رصد مبكر متمركزة على مقربة من الأراضي اليمنية، ويُعتقد – حسب مراقبين – أن السعودية قد تكون الدولة التي ستقوم بتمرير هذه المعلومات لإسرائيل نظرًا لقربها الجغرافي من مناطق إطلاق الصواريخ في اليمن.
وكان الصاروخان الباليستيان اللذان أطلقتهما القوات المسلحة اليمنية قبل يومين باتجاه الأراضي المحتلة، قد تسببا في حالة هلع واسعة النطاق داخل الكيان الصهيوني، حيث انطلقت صفارات الإنذار في أكثر من 300 مدينة وبلدة، وتوقفت الملاحة الجوية بشكل كامل في مطار بن غوريون، فيما هرع الملايين إلى الملاجئ وسط فوضى غير مسبوقة.
هذا الإعلان الإسرائيلي الجديد يأتي في أعقاب عجز أنظمة الدفاع الأمريكية والإسرائيلية عن اعتراض الضربات اليمنية المتكررة، رغم نشر بطاريات “باتريوت” و”ثاد” الأمريكية وتفعيل منظومة “آرو2 و3” الإسرائيلية وهي آخر ما تمتلكه إسرائيل من منظومة دفاع جوي عالية الإرتفاع إضافة لاضطرار الاحتلال لتفعيل منظومة “مقلاع داوود” التي تحاول التصدي للصواريخ اليمنية عند فشل اعتراضها خارج الغلاف الجوي بمنظومتي آرو 2 وآرو 3، بكثافة في محيط الأراضي المحتلة.
في السياق ذاته، أشاد الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس على لسان ناطقها الرسمي “أبو عبيدة” بـ “تصميم حركة أنصار الله اليمنية” على الوقوف إلى جانب غزة، معتبرًا أن اليمن يقدم “أنموذجًا نادرًا في التضامن العملي رغم الثمن الباهظ الذي يدفعه شعبه نتيجة ذلك”.
وكانت صنعاء قد أصدرت بياناً للمتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع أوضح فيه تفاصيل العملية الهجومية الأخيرة على إسرائيل التي استهدفت قاعدة عسكرية بصاروخ “فلسطين 2” الباليستي الفرط صوتي، واستهدفت مطار بن غوريون بصاروخ “ذو الفقار” الباليستي، إضافة إلى إطلاق طائرة مسيرة من نوع يافا على هدف للعدو الإسرائيلي داخل الأراضي المحتلة، حسب البيان وذلك في سياق مسار الدعم اليمني للمقاومة الفلسطينية في غزة إضافة لاستمرار الجبهة اليمنية التي تفرض حصاراً بحرياً على ملاحة الاحتلال من البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي والتي تكبد الاحتلال خسائر فادحة.
هذا التصعيد النوعي، سواء على الصعيد التقني أو الجغرافي، يكشف بوضوح أن صنعاء باتت تُرسي معادلة ردع جديدة تمتد من البحر الأحمر وحتى عمق الأراضي المحتلة، وسط تخبط متزايد في حسابات واشنطن وتل أبيب بشأن مستقبل الحرب وارتداداتها الإقليمية والتي يبدو أنها تسعى لتوريط دول عربية لإسناد إسرائيل ومحاولة إعاقة الجبهة اليمنية بأي شكل.