بعد الضربة اليمنية الأخيرة.. شحنات ذخائر أمريكية تصل لقطر ورادار إماراتي في الصومال لرصد صواريخ اليمن
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في تطور جديد يُنذر باتساع رقعة التصعيد في المنطقة، كشفت صحيفة “ذا ناشيونال” أن الجيشين الأميركي والإسرائيلي يستعدان لشن عمليات عسكرية ضد اليمن وإيران، في أعقاب الضربات الصاروخية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية باتجاه الأراضي المحتلة، والتي تسببت في حالة هلع واسعة داخل الكيان الصهيوني.
وبحسب الصحيفة، فقد وصلت دفعة جديدة من طائرات الشحن الأمريكية من طراز C-17 إلى قاعدة العديد الجوية في قطر، محملة بمعدات عسكرية ثقيلة وذخائر متطورة، في إطار ما يبدو أنه تحشيد عسكري ميداني أمريكي في الخليج، بالتزامن مع حديث متزايد عن توجيه ضربات ضد صنعاء وطهران.
في الوقت ذاته، كشفت مصادر استخباراتية أن الإمارات العربية المتحدة قامت بتركيب نظام رادار من طراز ELM-2084 بمدى 480 كم في قاعدة بحرية بمنطقة بونتلاند الصومالية، في خطوة اعتُبرت استعدادًا لمواجهة هجمات الحوثيين وتعزيز التنسيق الاستخباري والعسكري مع إسرائيل.
هذه التحركات جاءت بعد إعلان هيئة البث الإسرائيلية أن “الإسرائيليين سيتلقون إشعارات فورية على هواتفهم عند إطلاق أي صاروخ من اليمن”، وهو ما يُشير بوضوح إلى وجود نظام إنذار مبكر يُحتمل أن تكون السعودية شريكًا فيه، نظرًا لحدودها المشتركة جغرافياً مع الأراضي اليمنية لرصد الهجمات الصاروخية اليمنية التي تنطلق من الجغرافيا اليمنية وتعبر فوق أجواء الجزيرة العربية، إلى جانب الإنذار المبكر الإماراتي في الصومال الذي سيعمل على تنبيه تل أبيب من أي هجوم يمني يسلك المسار البحري.
وكانت صنعاء قد أطلقت مؤخرًا صاروخين باليستيين على إسرائيل، تسببا في إطلاق صفارات الإنذار في أكثر من 300 مدينة وموقع إسرائيلي، ما أدى إلى شلل تام في مطار بن غوريون وتوقف حركة الملاحة الجوية، وسط حالة ذعر جماعية وهروب ملايين المستوطنين إلى الملاجئ.
وكان المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة قد علّق على الهجوم اليمني الأخير، قائلًا: “لا زال إخوان الصدق في اليمن يصرّون على شلّ قلب الكيان؛ وقوفًا إلى جانب غزة رغم الضريبة الباهظة. فلسطين لن تنسى هذه الوقفة المشرّفة، وقدرة الأمة على زعزعة أمن الكيان إذا توفرت الإرادة والإيمان”.
أما في تل أبيب، فقد نقلت صحيفة معاريف عن القائد السابق لفرقة الدفاع الجوي، العميد دورون جافيش، أن: “الحوثيين لا يزال لديهم ما يكفي من الصواريخ لمواصلة الضربات، والهجمات الأمريكية لا تؤتي مفعولها الحاسم”.
وتشير هذه التطورات مجتمعة إلى أن القوات اليمنية فرضت واقعًا جديدًا على معادلة الردع، تجاوزت فيه حدود البحر الأحمر، وامتدت إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، محدثة إرباكًا واسعًا في الحسابات العسكرية لكل من تل أبيب وواشنطن، وسط تخوفات من تورط إقليمي واسع النطاق في حال فشلت جهود كبح التصعيد المستمر.
ومع غياب بيان رسمي من المتحدث العسكري اليمني العميد يحيى سريع حتى اللحظة، يُتوقع أن يُعلن لاحقًا عن تفاصيل الضربة الأخيرة، التي وُصفت بأنها الأقوى والأكثر تأثيرًا حتى الآن ضمن عمليات الإسناد اليمني لغزة.