غضب فلسطيني وعربي واسع إزاء مقترح مصري “مشروط” بنزع سلاح المقاومة في غزة
غزة – المساء برس|
أثار مقترح مصري جديد لوقف إطلاق النار في غزة، والذي يتضمن شرطًا صريحًا بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية، موجة غضب واستنكار واسعة في الأوساط الفلسطينية والعربية.
ونقلت قناة الجزيرة عن قيادي في حركة حماس قوله إن وفد الحركة المفاوض “فوجئ بأن المقترح الذي نقلته مصر يتضمن نصا صريحا بشأن نزع سلاح المقاومة”، مضيفًا أن “مصر أبلغتنا أنه لا اتفاق لوقف الحرب دون التفاوض على نزع سلاح المقاومة”.
وأكد القيادي أن حماس أبلغت مصر رفضها القاطع لمناقشة مسألة سلاح المقاومة، معتبرةً أنه “حق أساسي من حقوق شعبنا الفلسطيني غير خاضع للنقاش”.
وينص المقترح، بحسب المصدر، على “تهدئة مؤقتة لـ 45 يومًا مقابل إدخال الطعام والإيواء”، ويشترط “تسليم الأسرى الأحياء والأموات بنهاية 45 يومًا لتمديد الهدنة وإدخال مساعدات”.
“وصفة لإبادة جماعية”
واعتبر ناشطون فلسطينيون وعرب المقترح “معيبًا ومخزيًا”، محذرين من أنه “وصفة لإبادة جماعية ممنهجة برعاية عربية ودولية”.
وقال الناشط بلال نزار ريان إن “رفض وفد الحركة الشروط التي نقلها الوسيط المصري اليوم، بعد أن فوجئ بإضافة مطلب جديد يقضي بنزع سلاح المقاومة، وهو شرط لا يمكن اعتباره خطوة نحو التهدئة، بل يُنظر إليه على أنه وصفة لإبادة جماعية ممنهجة، تُنفذ هذه المرة برعاية عربية ودولية”.
وأضاف ريان أن “تسليم السلاح لا يقود إلى الأمان، بل يفتح الباب أمام مجازر جماعية”، مستشهدًا بمجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982 ومذبحة سربرنيتسا في البوسنة عام 1995.
“صمام الأمان”
من جهته، أكد الناشط أدهم أبو سلمية أن “غزة هي صمام الأمان للأمن القومي العربي والإسلامي”، معتبرًا أن “الدعوة الصهيونية لتهجير الناس أو المقترحات التي تتضمن نزع سلاح المقاومة كلاهما يخدم نتنياهو واليمين المتطرف الصهيوني، وكلاهما يعني شيئًا واحدًا وواحد فقط هو الدعوة لذبح الشعب الفلسطيني بصمت وبدون مقاومة”.
وتساءل أبو سلمية: “الذين يدعون لنزع سلاح المقاومة اليوم، ينظرون للواقع في الضفة الغربية.. هل نزع سلاح مقاومتها أوقف الاستيطان أو الاعتقال أو التهجير أو القتل أو هل وفر لشعبنا هناك حياة كريمة آمنة؟!”.
“خط أحمر”
بدوره، شدد الناشط خالد صافي على أن “أن تطلب من غزة أن تنزع سلاحها، فكأنك تطلب من القلب أن يتخلى عن نبضه، ومن الأرض أن تتخلى عن جذورها، ومن الشعب الفلسطيني أن يسلّم رقبته بعد أن قدّم كبده!”.
واعتبر صافي أن “نزع سلاح المقاومة اليوم ليس تفاوضًا، بل إعلان قتل لما تبقى من فلسطين”، مؤكدًا أن “السلاح الفلسطيني هو المتراس الأول لكم في سيناء وغزة على السواء”.
“استسلام”
من جهته، رأى الدكتور إبراهيم حمامي أن المقترح المصري “الجديد” يمكن تلخيصه في كلمة واحدة: “استسلموا”.
واعتبر الناشط محمد حامد العيلة أن “النظام المصري رضي بأن يكون ترسًا في جبهة الاحتلال، فاقترح مبادرة أسوأ من الرد الإسرائيلي السابق، دون أن تتضمن وقفًا للحرب”.
“تهديد للأمن القومي المصري”
وحذر الناشط سعيد زياد من أن “نزع سلاح حماس هو تهديد للأمن القومي المصري”، متسائلًا: “ألا تعلم مصر التي ترفض التهجير أن السلاح هو السدّ الذي يمنع التهجير؟!”.
ويأتي هذا المقترح المصري في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية.