المقاومة بغزة: تصعيد عسكري ورسائل سياسية تحاصر الاحتلال وتفشل رهانات نتنياهو

خاص – المساء برس|

في تطور مفاجئ أربك المشهدين العسكري والسياسي، وأعاد المعركة إلى مربع التصعيد رغم محاولات التهدئة الدولية ومناورات الاحتلال السياسية والعسكرية.

وأعلنت كتائب المقاومة في بيانات متتالية عن الاستيلاء على طائرتين مسيرتين للاحتلال، وتفجير مبنى تحصنت فيه قوة إسرائيلية، إلى جانب قصف مكثف بصواريخ متنوعة استهدف مستوطنات “غلاف غزة”، في تصعيد هو الأوسع منذ وقف إطلاق النار المؤقت.

ويشير هذا التصعيد إلى أن المقاومة اتخذت قرار العودة إلى مربع الاشتباك، ليس كحالة ردع، بل كمعركة مفتوحة ضد محاولات الاحتلال فرض وقائع جديدة، خصوصاً مع بدء تنفيذ مخطط “محور موراغ” لفصل مدينة رفح عن بقية القطاع، وهو ما يعتبره الفلسطينيون مقدمة لاحتلال كامل للجنوب وتهجير قسري جديد.

وعلى الصعيد السياسي، فجّرت المقاومة مفاجأة إعلامية مدوية بنشر فيديو جديد للأسير الأمريكي – الإسرائيلي عبدان ألكسندر، والذي كان مقرراً أن يتم إطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل، قبل أن يُفشل نتنياهو العملية بشروطه التعجيزية.

الخطوة أشعلت الغضب في تل أبيب، حيث شهدت المدينة مظاهرات جديدة تندد بتخلي حكومة الاحتلال عن جنودها الأسرى، فيما حاول نتنياهو امتصاص الغضب عبر اتصالٍ مع عائلة ألكسندر ادعى فيه وجود جهود لإطلاق سراحه، دون أن يقدم أي ضمانات.

وبالتزامن، كشفت تقارير إعلامية عن لقاء لوفد من حماس في القاهرة لمناقشة مقترح تشكيل حكومة تكنوقراط لا تنتمي للمقاومة، ما اعتُبر محاولة لإخراج المقاومة من المشهد السياسي في غزة بعد فشل الاحتلال في إخراجها عسكرياً.

لكن التصعيد الميداني الذي أعقب اللقاءات أُعتبر رداً عملياً من المقاومة على محاولات القفز على تضحياتها وتجاوز ثوابتها الوطنية. فالمقاومة ترى في هذا المقترح تكتيكاً أمريكياً إسرائيلياً عربياً لإقصائها من إدارة القطاع، والعودة إلى مربع ما قبل 7 أكتوبر، وهو ما لا يبدو أنها ستقبل به.

وكل هذه التطورات وضعت حكومة الاحتلال في مأزق مزدوج: فشل عسكري في الجنوب، وأزمة سياسية داخلية بسبب الأسرى، بالتزامن مع نزيف اقتصادي وأمني في الجبهة الداخلية بفعل الصواريخ والاستنزاف المستمر.

وفي الوقت الذي يتوهم فيه نتنياهو أن تقسيم غزة جغرافياً سيمنحه التفوق، تثبت المقاومة قدرتها على تغيير قواعد الاشتباك في كل لحظة، وتعيد صياغة المعادلة بما ينسف كل مشاريع الاحتلال وأوهامه.

وتشير التطورات إلى أن المقاومة الفلسطينية في غزة لا تفاوض من موقع ضعف، بل من منصة الانتصار الميداني والسياسي. وما عجز الاحتلال عن تحقيقه بالقصف والدمار، لن يُنتزع منها بوعود كاذبة أو اتفاقات منقوصة.

قد يعجبك ايضا