انهيار الثقة في الدولار.. الأسواق المالية توجه صفعة جديدة لقيادة أميركا الاقتصادية

واشنطن – المساء برس|

قال موقع “أكسيوس” الأميركي إن الأسواق المالية العالمية وجهت الأسبوع الماضي صفعة قوية للهيمنة الاقتصادية الأميركية، بعدما تخلّت عن الدولار وسندات الخزانة الأميركية، التي لطالما اعتبرت ملاذاً آمناً في أوقات الأزمات، لتباع جنباً إلى جنب مع الأصول الخطرة والأسهم، في مشهد وصفه التقرير بـ”صفارة الإنذار”.

وأوضح التقرير أن التحول الذي شهدته الأسواق خلال تسعة أيام فقط كان مكثفاً وسريعاً لدرجة تضاهي تحولات اقتصادية عادة ما تستغرق سنوات.
وخلافاً لما كان يتوقع في لحظات الاضطراب الجيوسياسي والمالي، لم يتجه المستثمرون إلى سندات الخزانة الأميركية والدولار، بل تخلصوا منها، ما اعتبر تحولاً تاريخياً يضعف مركز الدولار كعملة احتياطية عالمية.

وأشار جورج سارافيلوس، من “دويتشه بنك”، إلى أن السوق يعيد تقييم جاذبية الدولار، في ظل ما وصفه بعملية “إزالة الدولرة” المتسارعة، بينما حذّر كريشنا جوها من “إيفركور آي إس آي” من أن تحركات السوق الحالية مزيج “نادر وقبيح ومقلق”.

وحمّل التقرير القيادة الأميركية “غير المنتظمة”، وتفاقم العجز المالي، والتدهور السريع في العلاقات الدبلوماسية، مسؤولية هذا التراجع في ثقة المستثمرين، لافتاً إلى أن “شيئاً أساسياً يتغير تحت أقدامنا”.

ويمثل هذا التحول مؤشراً خطيراً على تصدع الهيمنة المالية الأميركية التي بنيت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ويعد تمهيداً فعلياً لمرحلة ما بعد الدولار.

وبالنسبة لدول وشعوب تعاني من العقوبات الأميركية والتدخلات الخارجية، وعلى رأسها اليمن ومحور المقاومة، فإن تراجع الثقة العالمية بالدولار يفتح الباب أمام فرص استراتيجية للتخلص من الارتهان المالي لواشنطن، وتعزيز التوجه نحو نظام مالي متعدد الأقطاب، يحد من قدرة أميركا على استخدام الدولار كسلاح اقتصادي، وهذا التحول لن يقتصر على الصعيد المالي فحسب، بل على الأصعدة السياسية والجيوستراتيجية، وفق مراقبين.

قد يعجبك ايضا