“معاريف”: حماس ما زالت تمسك بزمام السلطة في غزة.. والجيش الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه

غزة – المساء برس|

كشف آفي أشكنازي، مراسل ومحلل الشؤون العسكرية في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، اليوم الخميس، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فشل حتى الآن في تحقيق الأهداف المعلنة من حربه على قطاع غزة، رغم مرور أكثر من عام ونصف على بدايتها، و”رغم التدمير الهائل والسيطرة الميدانية الجزئية”.

وأكد أشكنازي أن حركة حماس ما زالت الجهة السيادية الفعلية في القطاع، وهي التي تتحكم بالحياة المدنية وتديرها، “من توزيع الخبز والماء، إلى فرض النظام عبر أجهزتها الأمنية”، مشيراً إلى أن “الجيش الإسرائيلي لا يسيطر إلا على نحو 30% من مساحة قطاع غزة”.

ومن بين أبرز الإخفاقات التي سلّط التقرير الضوء عليها هو فشل “إسرائيل” في استعادة 59 أسيراً تحتجزهم حماس، “رغم التوغل العسكري الكبير والسيطرة النسبية على الأرض”.

وأشار أشكنازي إلى اعتراف المؤسسة العسكرية بأن فقط 25% من شبكة الأنفاق التابعة لحماس جرى كشفها وتدميرها، ما يثير القلق من أن البنية التحتية لحماس تحت الأرض ما زالت قوية وفعالة.

وأوضح التقرير أن “الجيش لا يتحرك متراً واحداً دون قوات الهندسة القتالية”، التي أصبحت القوة المحورية في العمليات البرية، نظراً لما وصفه بـ”تحويل حماس مناطق كثيرة إلى ساحات عبوات ناسفة ومناطق قتل محكمة”.

وتقوم وحدات الهندسة بمهام متقدمة كـتفكيك العبوات، وتدمير الأنفاق، وتأمين المناطق للجنود قبل التقدم البري، باستخدام معدات ثقيلة تغيّر ملامح جغرافيا القطاع.

ورغم القصف والعمليات البرية المتواصلة، يرى المستوى السياسي في “إسرائيل” أن الضغط العسكري قد يدفع حماس لقبول صفقة تبادل، تشمل “الإفراج عن 11 أسيراً و16 جثة مقابل هدنة لمدة 50 يوماً أو أكثر”، على حدّ تعبير الصحيفة.

لكن أشكنازي يلمّح إلى أن تقديرات الجيش قد تكون متفائلة أكثر من اللازم، في ظل استمرار تماسك حماس واحتفاظها بالقدرة على إدارة القطاع وشن هجمات.

في تقييمه العام، يطرح آفي أشكنازي حقيقة حرجة مفادها أن “إسرائيل لم تنجح في تحقيق أهداف الحرب”، رغم الكلفة الباهظة والخسائر الفادحة التي لحقت بغزة، ويؤكد أن “السيطرة على الأرض ليست كافية ما دام العدو يحتفظ بالبنية التحتية والسيادة السياسية والمجتمعية”.

التقرير يعكس إرباكاً عسكرياً إسرائيلياً أمام صمود حماس وتكيّفها الميداني والسياسي بعد أكثر من 500 يوم من الحرب المتواصلة.

قد يعجبك ايضا