تروث آوت”: غارة أمريكية على صعدة قتلت 15 مدنياً بينهم أطفال.. وإدارة ترامب تحتفل بالجريمة
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في تقرير صادم، كشف موقع “تروث آوت” الأمريكي عن واحدة من أكثر الجرائم دموية واستفزازًا للرأي العام، حيث استهدفت غارة جوية أمريكية في 23 مارس 2025 منزلًا مدنيًا في محافظة صعدة اليمنية، ما أدى إلى مجزرة مروعة راح ضحيتها 15 مدنيًا، بينهم 6 أطفال ورضيع، في هجوم وصفه نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس في محادثة مسرّبة بـ”الممتاز”!.
الضحايا: مدنيون وأطفال
وبحسب شهادات محلية، فإن الغارة التي نفذتها طائرات F-18 أمريكية باستخدام صواريخ توماهوك، دمّرت منزلًا من طابقين كان يؤوي عائلة كاملة. وقال حسن، أحد الناجين، إن ثلاث ضربات متتالية أيقظتهم على وقع الانفجارات، وعندما هرع الجيران لموقع القصف، وجدوا الأطفال متفحمين، والرضيع وقد تحوّل إلى جثة هامدة، بينما نُقلت طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات إلى المستشفى بحروق خطيرة.
“احتفال بالمجزرة” داخل إدارة ترامب؟
التقرير استند إلى محادثات مسرّبة من مجموعة على تطبيق “سيغنال” تضم كبار مسؤولي إدارة ترامب، الذين كانوا يناقشون تفاصيل الضربة قبل وقوعها، ثم احتفلوا بنتائجها فور تنفيذها. في إحدى الرسائل، كتب فانس معلقًا على القصف الذي دمّر المنزل المدني: “رائع” – وهو ما اعتبره الموقع إشارة “باردة ومخيفة” تكشف عن انعدام القيمة التي توليها الإدارة لحياة المدنيين.
الغارة على صعدة لم تكن حادثة معزولة. الموقع أشار إلى سلسلة من الغارات الأمريكية التي استهدفت مدنيين منذ منتصف مارس، وتحديدًا أثناء عيد الفطر، حيث قُتل أكثر من 50 شخصًا في ضربات استهدفت مناطق سكنية وتجمعات قبلية في الحديدة ومحافظات أخرى، تحت مزاعم ضرب “قادة حوثيين”.
الوجه الآخر للعدوان: فشل أخلاقي واستراتيجي
التقرير الأمريكي يسلّط الضوء على تناقض رواية البنتاغون، التي تصر على أن الضربات تستهدف من تسميهم “المسلحين”، فيما تكشف الوقائع عن عمليات قتل جماعي للمدنيين. واعتبر الموقع في تقريره أن غياب تفويض من الكونغرس في هذه العمليات يضيف بعدًا قانونيًا خطيرًا، يُمكن أن يُصنف تلك الهجمات ضمن جرائم الحرب، لا سيما مع وجود اعترافات ضمنية في المراسلات المسرّبة.
ماذا تعني هذه الفضيحة؟
احتفال إدارة ترامب بالضربات ضد المدنيين في اليمن تكشف عن استمرار العدوان دون أهداف دقيقة أو استراتيجية واضحة لدى إدارة ترمب وهو ما يشير إلى فشل استخباراتي أمريكي، كما أن تصرفات مسؤولي إدارة ترامب، كما تظهر في المحادثات، تعكس انحطاطًا أخلاقيًا خطيرًا وتضليلًا للرأي العام، إضافة إلى أن هذه الجرائم تكشف كيف تحولت الحملة الأمريكية في اليمن إلى أداة انتقامية عاجزة، غير قادرة على كسر صمود صنعاء ووقف الجبهة اليمنية البحرية المساندة لغزة ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي يرتكب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة بحق الفلسطينيين العزل.
وبينما تدّعي واشنطن حماية “المصالح الدولية”، تتساقط القنابل على أطفال اليمن، وهو ما يعمّق فجوة المصداقية الأمريكية ويهدد مستقبل نفوذها في المنطقة، من وجهة نظر كاتب التقرير الأمريكي، وجريمة 23 مارس في صعدة مثال مأساوي على ما يحدث حين تُخاض الحروب عبر غرف دردشة، وتتُخذ القرارات الكبرى على يد مسؤولين يفتقرون إلى الرؤية أو الحد الأدنى من الإنسانية. وبينما يحتفل بعضهم بـ”نجاح المهمة”، تبكي أم يمنية جثة طفلها المتفحمة… وها هي “أمريكا أولاً”، لكن على أنقاض أطفال اليمن.