مجلة أمريكية تكشف بالأرقام كيف هزّت التهديدات اليمنية عمق السياحة الإسرائيلية

خاص – المساء برس| تحليل: يحيى محمد الشرفي|

في تطوّر جديد يعكس الآثار الاقتصادية العميقة للحرب في المنطقة، نشرت صحيفة “ذا ميديا لاين” الأمريكية تقريرًا موسعًا رصده وترجمه “المساء برس” عن الضربة الموجعة التي تلقاها قطاع السياحة الإسرائيلي بفعل التهديدات اليمنية المتصاعدة، خاصةً تلك التي استهدفت مطار بن غوريون الدولي، بوابة كيان “إسرائيل” الرئيسية إلى العالم.

الجبهة اليمنية تضرب في العمق الاستراتيجي

ما كشفه تقرير “ذا ميديا لاين” يُظهر بوضوح أن العمليات اليمنية ضد الاحتلال الإسرائيلي تجاوزت البُعد العسكري البحري والجوي، إلى إحداث شلل اقتصادي حقيقي في أحد أكثر القطاعات حساسية في كيان “إسرائيل” وهو “السياحة”.

فضرب مطار بن غوريون لم يُلحق ضررًا عسكريًا مباشرًا، لكنه أصاب “الروح السياحية” للكيان، وفرض على المستثمرين وشركات الطيران إعادة التفكير في جدوى البقاء في منطقة مضطربة، وهو بحد ذاته انتصار استراتيجي لصنعاء على مستوى الحرب النفسية والاقتصادية.

اليمنيون يضربون العمق السياحي

وفق التقرير، فإن إعلان صنعاء استهداف المطار “بشكل متعمد” جاء في توقيت حرج قبيل عيد الفصح اليهودي، الذي عادةً ما يشهد ذروة في حركة السياحة الدينية من أوروبا وأمريكا. وبمجرد الإعلان، ارتفعت نسبة الإلغاءات، وبدأت شركات طيران أجنبية تدرس الانسحاب الفوري من تسيير الرحلات إلى تل أبيب، حتى في ظل فعالية “القبة الحديدية”، لأن الخوف وحده كفيل بتجميد الملاحة الجوية.

وينقل التقرير عن مارك فيلدمان، الرئيس التنفيذي لوكالة Ziontours للسفر في القدس، قوله بأن من أسماهم “الحوثيين يعرفون تمامًا ما يفعلون”، إذ أن استهداف المطار يوجّه ضربة اقتصادية ونفسية كبيرة للاقتصاد الإسرائيلي، وهو أمر “يُجدي نفعًا للأسف”، حسب تعبيره.

فنادق فارغة.. وقطاع يترنّح

وعلى مستوى الإيواء والسياحة الداخلية، كشف التقرير عن تراجع الإشغال الفندقي بنسبة 70%، وفق تصريحات تالي تينينباوم من جمعية الفنادق الإسرائيلية. وأُجبرت فنادق راقية مثل “نورمان” في تل أبيب على تغيير سياساتها بالكامل، منها: إلغاء رسوم الإلغاء، وتقديم عروض ترويجية للسكان المحليين، وتوزيع إرشادات أمنية للنزلاء، وتهيئة الزبائن لاحتمالية صفارات الإنذار ووجود ملاجئ.

كما أن التغير طال تركيبة النزلاء أيضًا، حيث غابت العائلات الأجنبية، وانخفض عدد رجال الأعمال، وتم الاعتماد على زبائن محليين للبقاء على قيد الحياة.

شركات الطيران: “نغادر فورًا عند أول صاروخ”

وهدّدت شركات طيران أجنبية بأنها ستتوقف عن العمل في “إسرائيل” بشكل كامل في حال سقوط صواريخ قرب المطار مجددًا. وهو أمر يهدد بتكرار السيناريو الذي شهده المطار خلال الأشهر الماضية حين ألغيت مئات الرحلات.

السياح المسيحيون غائبون

عطلة الفصح كانت تُعتبر موسم الذروة للحج المسيحي إلى الأراضي المقدسة، لكن هذا العام خلا تمامًا من الوفود المسيحية، وهو ما يؤكد مدى تأثير الحرب على صورة “إسرائيل” كوجهة روحية وسياحية.

الصيف المقبل: موسم “كارثي” متوقع

التقرير الأمريكي المتخصص أشار في نهايته إلى التحذير بقوة من أن الصيف السياحي المقبل سيكون الأضعف منذ عقود، بسبب استمرار الحرب، وتصدّر “إسرائيل” لعناوين الأخبار كمنطقة نزاع لا كوجهة سفر، كما حذر فيلدمان من فقدان الكوادر البشرية المدربة في قطاع السياحة، ما قد يجعل التعافي مستقبلاً أكثر تعقيدًا حتى بعد انتهاء الحرب.

قد يعجبك ايضا