الإفتاء المصرية عن الجهاد: لا يجوز تعريض المجتمعات للخطر؟! وفتوى من قطر لوجوب نصرة فلسطين فيما النظام يحاصر المجاهدين
متابعات – المساء برس|
أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى مخزية تخذل المسلمين عن الجهاد في سبيل الله ونصرة المستضعفين في غزة وفلسطين المحتلة.
الفتوى جاءت ردا على فتاوى انتشرت وعلى رأسها الفتوى الصادرة من “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في قطر” الذي دعا إلى وجوب الجهاد المسلح على كل مسلم ضد الاحتلال الإسرائيلي، وطالب الدول الإسلامية بتدخل عسكري فوري وفرض حصار على العدو الصهيوني.
وقالت دار الإفتاء المصرية ردا على تلك الفتوى:” إنه وفي إطار مسؤوليتنا الشرعية، وبناءً على قواعد الفقه وأصول الشريعة الإسلامية، فإنه ليس من حق جهة أو جماعة بعينها أن تتصدر للإفتاء في هذه الأمور الدقيقة والحساسة بما يخالف قواعد الشريعة ومقاصدها العليا، ويعرِّض أمن المجتمعات واستقرار الدول الإسلامية للخطر”.
وأكدت دار الإفتاء المصرية “أن دعم الشعب الفلسطيني في حقوقه المشروعة -واجب شرعي وإنساني وأخلاقي، لكن بشرط أن يكون الدعم في إطار ما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني، وليس لخدمة أجندات معينة أو مغامرات غير محسوبة العواقب، تجرُّ مزيدًا من الخراب والتهجير والكوارث على الفلسطينيين أنفسهم”.
وكان ما يعرف باسم “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” أصدر فتوى في 28 مارس الماضي، على موقعه الرسمي عبر الإنترنت دعا فيها إلى “وجوب جهاد الكيان الصهيوني وكل من يشترك معه على الأرض المحتلة في إبادة أهلنا في غزة من المرتزقة والجنود من أي دولة، وذلك بالتدخل العسكري وإمداد المجاهدين بالمعدات الحربية والخبرات العسكرية والمعلومات الاستخباراتية، وذلك فرض متعين أولا على (الفلسطينيين) ثم دول الجوار (مصر والأردن ولبنان)، ثم كافة الدول العربية والإسلامية. وواجب الجهاد ضد الاحتلال على كل مسلم مستطيع في العالم الإسلامي”، بحسب الفتوى.
جدير بالذكر أن ثمة إجماع بين علماء المسلمين في محور المقاومة سنة وشيعة على وجوب الجهاد وردع العدو الصهيوني ونصرة المستضعفين في فلسطين، وهو ما تجسد عمليا من خلال العمليات العسكرية التي نفذتها اليمن وإيران وحزب الله اللبناني وفصائل المقاومة العراقية، وما تزال حتى اليوم، فيما خضعت جميع الفتاوي في محور دول التطبيع مع العدو الصهيوني لإملاءات الحكام في تلك البلدان الذين يدينون بالولاء لأمريكا وإسرائيل.
واعتبر مراقبون أن الفتوى الصادرة من اتحاد العلماء المسلمين “غير حكومي” في قطر ليست إلا للاستهلاك العاطفي للشعوب حيث لم تتعدى حدود الورقة التي كتب به عليها، حيث تعمل في الاتجاه المعاكس تماما، حيث عمدت البلدان الراعية لتلك الفتوى وعلى رأسها قطر وتركيا لمحاربة المجاهدين في لبنان وفلسطين وقطع الإمدادات عليهم عبر دعم الجماعات التكفيرية الموالية لأمريكا وإسرائيل في سوريا، فضلا عن تقديم تركيا للمساعدات الغذائية لجيش العدو الصهيوني الذي قتل ما لا يقل عن 60 ألف فلسطيني في قطاع غزة حتى اليوم.
جدير بالذكر أن كيان العدو الصهيوني لم يكن بعيدا عن هذا الجدل، إذ قال وزير الاتصالات السابق أيوب قرا، إن “تصريحات مفتي مصر ضد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مباركة ومنطقية”.