استنزاف أمريكي في اليمن: حملة ترامب العسكرية تُربك جاهزية البنتاغون في مواجهة الصين

خاص – المساء برس|

يكشف التصعيد الأخير في العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن عن تناقضات صارخة في التصريحات الرسمية الأمريكية، ويفضح الفشل العسكري والاستخباراتي لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل. ففي الوقت الذي تدّعي فيه واشنطن قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية العالمية، نجد أن العدوان الجوي المستمر ضد اليمن لم يحقق الأهداف المرجوة لواشنطن، بل أدى إلى استنزاف كبير في ترسانتها من الأسلحة الدقيقة بعيدة المدى، مما يثير مخاوف بشأن جاهزيتها في مناطق أخرى مثل آسيا والمحيط الهادئ.​

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” رصده وترجمه “المساء برس” في 8 أبريل 2025، فإن القادة الأمريكيون يشعرون بقلق متزايد من أن البنتاغون قد يضطر إلى نقل أسلحة دقيقة بعيدة المدى من مخزوناته في منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى الشرق الأوسط، بسبب الكمية الكبيرة من الذخائر المستخدمة في حملة القصف العدوانية في اليمن. وهذا الاستنزاف يضعف قدرة الولايات المتحدة على ردع الصين، التي تعمل بسرعة على بناء جيشها وترسانتها النووية حسب ما أوردت الصحيفة.​

ومن ناحية أخرى، تكشف التقارير الأمريكية عن فشل واشنطن في حماية سفنها وحلفائها في البحر الأحمر. فعلى الرغم من نشر حاملتي طائرات وقاذفات شبح إضافية من طراز بي-2 وطائرات مقاتلة، بالإضافة إلى منظومتي دفاع جوي باتريوت وثاد، إلا أن القوات المسلحة اليمنية مستمرة في هجماتها على السفن الحربية الأمريكية ولا تزال تفرض حظراً ملاحياً على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، مما أدى إلى تعطيل حركة الشحن العالمية وتكبيد الاقتصاد الغربي خسائر فادحة.​

ويتضح التأثير الاستراتيجي للعمليات اليمنية من خلال الأرقام والإحصائيات التي تُظهر التغيرات التي فرضتها صنعاء على الممرات البحرية والتجارة العالمية. فقد أدى تصاعد الهجمات اليمنية إلى إعادة توجيه العديد من السفن التجارية بما فيها جميع السفن التي تتعامل مع موانئ الاحتلال الإسرائيلي بعيدًا عن البحر الأحمر، مما أثر سلبًا على الاقتصاد العالمي وزاد من تكاليف الشحن والتأمين.​

ويرى مراقبون إن الاعترافات الغربية ضمن هذا السياق تُستخدم كأدلة على نجاح المعادلة اليمنية في فرض واقع جديد. فالتقارير الإعلامية الغربية، بما في ذلك تقرير “نيويورك تايمز” الأخير تلك الصادرة عن “نيويورك تايمز”، تُبرز القلق الأمريكي من تأثير الحملة في اليمن على استعداداتها في مناطق أخرى، مما يعكس نجاح القوات اليمنية في استنزاف القدرات الأمريكية وفرض تحديات جديدة على استراتيجياتها العسكرية.

قد يعجبك ايضا