دفع الرواتب وأخذ إيرادات النفط مقابل وقف الهجمات في البحر الأحمر.. صنعاء ترفض عرضاً أمريكياً مغرياً
خاص – المساء برس|
تصعيد بلا نتائج.. والأمريكيون قدموا تنازلات مرفوضة
كشفت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير حديث رصده وترجمه “المساء برس”، أن واشنطن فشلت في ردع هجمات القوات اليمنية رغم تنفيذها 931 غارة جوية خلال عام 2024 وأكثر من 40 غارة في يوم واحد فقط، بتاريخ 15 مارس 2025، إلا أن هذه الضربات لم تؤدِ إلى إضعاف قدرات الحوثيين أو وقف هجماتهم البحرية، رغم عرض أمريكي مغري جداً لصنعاء يتعلق بالجانب الاقتصادي، ويكشف أن أمريكا هي من تتحكم بملف الحرب والحصار على اليمن منذ عشر سنوات.
أرقام صادمة.. الحوثيون يوسّعون عملياتهم رغم الضربات
ووفقًا للتقرير، فإن القوات اليمنية استهدفت 472 سفينة حتى يناير 2025، رغم الضربات الأمريكية والبريطانية المكثفة، مما يعكس فشل واشنطن في تأمين الملاحة البحرية رغم الحملة العسكرية واسعة النطاق.
وأشار التقرير إلى أن نجاح الحوثيين في إعادة توزيع مواقعهم العسكرية، والاعتماد على أسلحة متنقلة، صعّب استهدافهم بشكل مباشر، مما أدى إلى فشل الضربات الجوية الأمريكية في تحقيق أي تأثير استراتيجي.
ضعف استخباراتي أمريكي وسيناريو غير متوقع
وكشف التقرير أن الاستخبارات الأمريكية كانت محدودة الفعالية في تحديد الأصول العسكرية الحوثية، ما قلل من تأثير الضربات الجوية، الأمر الذي جعل الهجمات الأمريكية تتركّز على أهداف ثانوية دون أن تؤثر فعليًا على قدرات الحوثيين القتالية.
كما أشار إلى أن القوات اليمنية لم تعد مجرد جماعة يمنية محلية، بل أصبحت لاعبًا أساسيًا في معادلات الأمن الإقليمي، وفرضت نفسها كقوة بحرية ذات نفوذ متزايد.
تصعيد عكسي.. الهجمات الأمريكية تدفع الحوثيين لتطوير أسلحتهم
وأكد التقرير أن الضربات الأمريكية والبريطانية المتكررة لم تضعف الحوثيين، بل دفعتهم إلى تطوير أسلحتهم البحرية وزيادة مدى عملياتهم العسكرية، وهو ما أدى إلى تصاعد الهجمات التي استهدفت السفن الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن.
واشنطن قدّمت تنازلات اقتصادية.. وصنعاء رفضت
وفي خطوة تكشف حجم الأزمة التي تواجهها واشنطن، كشف التقرير أن الإدارة الأمريكية عرضت على الحوثيين تنازلات اقتصادية، شملت دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم، وتقاسم عائدات النفط، مقابل وقف الهجمات البحرية، إلا أن صنعاء رفضت العرض، متمسكة بمطالبها الأساسية، وعلى رأسها إنهاء العدوان على غزة ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.
مجموعة الأزمات: لا استقرار في البحر الأحمر بدون حل جذري
وخلص التقرير إلى أن إنهاء حرب غزة والصراع الداخلي في اليمن هو مفتاح استقرار البحر الأحمر على المدى الطويل، مما يعكس فشل الحلول العسكرية في فرض واقع جديد، ويفتح المجال أمام تساؤلات حول الخيارات المتبقية أمام واشنطن في ظل استنزاف قدراتها العسكرية والاقتصادية في المنطقة.
المعادلة اليمنية تفرض نفسها
ومع استمرار العمليات العسكرية اليمنية وتصاعد فشل واشنطن في تحقيق أي اختراق حقيقي، يبدو أن البحر الأحمر سيظل ساحة صراع مفتوحة، وأن المعادلة اليمنية باتت تفرض نفسها بقوة على القرار الدولي، بعيدًا عن أي محاولات وعروض وإغراءات وترهيبات للالتفاف عليها.