استهداف مطار بن غوريون.. صنعاء تنفذ تهديداتها وشركات الطيران تدرس تعليق رحلاتها إلى تل أبيب
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في تصعيد غير مسبوق، نفذت القوات المسلحة اليمنية، اليوم الأحد، هجومًا صاروخيًا فرط صوتي على مطار بن غوريون في تل أبيب، ما أدى إلى توقف المطار وتعليق الرحلات الجوية لمدة نصف ساعة، في خطوة تمثل تنفيذًا عمليًا للتهديدات التي أطلقتها صنعاء في وقت سابق ضد “إسرائيل”.
رسائل صنعاء لشركات الطيران الدولية.. الإنذار الذي تحقق
لم يكن استهداف المطار الإسرائيلي مفاجئًا لمن تابع التحذيرات السابقة التي أطلقتها القوات اليمنية، حيث كشفت وسائل إعلام غربية عن رسائل أرسلتها صنعاء إلى شركات طيران عالمية، تحثّها على وقف رحلاتها إلى تل أبيب حفاظًا على سلامتها.
ومن بين الشركات التي تلقت التحذير، وفقًا لمنصة Aero Haber المتخصصة في الطيران، الخطوط الجوية التركية، لوفتهانزا، الخطوط الجوية الفرنسية، والخطوط الجوية البريطانية، وإيزي جيت، حيث جاء في التحذير: “من أجل سلامة الجميع، لا تسافروا إلى إسرائيل”.
وبعد الهجوم الصاروخي على مطار بن غوريون اليوم، بدأ التحذير اليمني يأخذ أبعاده على أرض الواقع، حيث كشفت وسائل إعلام عبرية، ومنها موقع ICE العبري، أن شركات الطيران الأجنبية تدرس تعليق رحلاتها إلى إسرائيل مجددًا، وسط تصاعد القلق في تل أبيب من فقدان السيطرة على المجال الجوي الإسرائيلي.
الضربة اليمنية لم تقتصر على الأجواء.. البحر الأحمر يشتعل بمواجهة بحرية جديدة
وبالتزامن مع الهجوم على مطار بن غوريون، خاضت القوات اليمنية اشتباكًا عسكريًا واسعًا مع البحرية الأمريكية في البحر الأحمر، مستهدفةً حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري ترومان” وعددًا من القطع الحربية المرافقة لها.
ووفقًا لما أعلنه المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، فقد استُخدمت في الاشتباك صواريخ باليستية ومجنحة وطائرات مسيرة، واستمرت المواجهات لساعات طويلة، ما اضطر القوة البحرية الأمريكية إلى تغيير تموضعها والانسحاب شمالًا.
رد انتقامي أمريكي على صنعاء.. استهداف المدنيين بدلًا من القواعد العسكرية
في ردّ متسرع على الضربة اليمنية البحرية والجوية، شن الطيران الحربي الأمريكي غارة جوية على حي سكني في العاصمة صنعاء، مستهدفًا منطقة عصر غرب المدينة، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين.
اللافت في هذا الهجوم أنه يعكس مدى الألم الذي تلقته القوات الأمريكية بعد الاشتباك مع القوات اليمنية في البحر الأحمر، حيث جاء الرد عبر استهداف مواقع مدنية، في إشارة واضحة إلى فشل واشنطن في مواجهة التهديد العسكري اليمني بشكل مباشر.
معادلة ردع جديدة.. إلى أين تتجه المواجهة؟
استهداف مطار بن غوريون بالصواريخ الفرط صوتية، والاشتباك المباشر مع البحرية الأمريكية، يضع المنطقة أمام مرحلة غير مسبوقة من التصعيد العسكري، حيث أصبحت إسرائيل وواشنطن في موقع دفاعي بعد سنوات من الهجوم المستمر.
وفي المقابل، تؤكد صنعاء أنها ماضية في التصعيد حتى يتم رفع الحصار عن غزة، ما يعني أن الأيام القادمة قد تحمل مزيدًا من الضربات الاستراتيجية التي ستُعيد رسم المشهد العسكري والسياسي في المنطقة بالكامل.