أدوات التحالف السعودي تلوّح بالتصعيد ضد صنعاء بعد العدوان الأمريكي.. محاولة لركوب الموجة أم تنفيذ لأجندة واشنطن؟
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
بعد أقل من ساعة على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شن عدوان جوي على اليمن، سارع المركز الإعلامي لقوات حكومة التحالف السعودي الإماراتي الموالية لواشنطن، إلى إصدار بيان يؤكد جاهزية فصائلهم المسلحة، واصفاً عمليات صنعاء التي ساندت غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي بـ”الاعتداءات الإرهابية”، في خطاب يعكس تطابقاً تاماً مع لغة الإدارة الأمريكية.
أدوات التحالف تحاول استغلال العدوان لفتح جبهات برية ضد صنعاء؟
وفي الوقت الذي كانت فيه القوات الأمريكية تستهدف صنعاء بغارات جوية، خرج وزير الدفاع في حكومة التحالف محسن الداعري ليجري اتصالاً برئيس هيئة الأركان صغير بن عزيز، للاطلاع على جاهزية فصائلهم المسلحة “في مختلف الجبهات وخاصة في الاتجاه الاستراتيجي”، وجاءت عبارة “الاتجاه الاستراتيجي” لتثير تساؤلات حول مدى ارتباط هذا التحرك بالعدوان الأمريكي، خاصة وأن البيان الصادر عن المركز الإعلامي تزامن مع التصعيد العسكري الأمريكي.
البيان تحدّث عن “جاهزية القوات المسلحة لتنفيذ أي مهام عسكرية لاستكمال معركة التحرير”، وهي عبارة لطالما استخدمتها القوات المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي عند تلقيها ضوءًا أخضر أمريكياً للتحرك، ما يثير احتمال وجود مخطط لتحريك الجبهات ضد صنعاء، بالتزامن مع القصف الجوي الأمريكي.
واشنطن تدفع التحالف إلى خط المواجهة؟
لا يمكن تجاهل أن حكومة التحالف سبق واصطفت إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة عمليات صنعاء الداعمة لغزة، ولم تصدر منها أي إدانة لاستهداف اليمن من قبل واشنطن وحلفائها الغربيين بل إنها حرّضت الولايات المتحدة لشن المزيد من الهجمات ضد صنعاء ودعت أيضاً لدعمها عسكرياً ومالياً لشن حرب برية ضد قوات صنعاء لإضعافها من الداخل وتأمين الممرات الملاحية أمام السفن التي منعت صنعاء عبورها من المنطقة، الأمر الذي أثبت أكثر بأن هذه القيادات مجرد أداة لتنفيذ أجندة الاحتلال الإسرائيلي ويتم تحريكها في الوقت الذي تقرر فيه الولايات المتحدة التصعيد.
تصريحات رئيس هيئة الأركان صغير بن عزيز التي أكد فيها استعداد قواته لتنفيذ أي أوامر عسكرية من القيادة السياسية والعسكرية، قد تعني أن هناك تنسيقاً مسبقاً مع واشنطن، وأن السعودية والإمارات قد تدفعان بمقاتلي التحالف إلى معركة جديدة ضد قوات صنعاء، تحت الغطاء الأمريكي.
وفي المقابل، تدرك صنعاء أن أي تحرك من قوات التحالف يأتي ضمن الأجندة الأمريكية، وقد سبق أن حذّرت مراراً من أن أي تصعيد عسكري جديد سيقابله رد قاسٍ، وهو ما يجعل الأيام القادمة مرشحة لتطورات كبيرة على مستوى المواجهة الإقليمية.
هل يكون التحالف ضحية جديدة للفشل الأمريكي؟
وخلال العام الماضي، فشلت واشنطن في استعادة الهيمنة البحرية التي فقدتها في البحر الأحمر والبحر العربي، واضطرت في النهاية إلى الانسحاب بعد الخسائر العسكرية والاقتصادية التي تكبدتها. فهل يحاول الأمريكيون الآن استخدام التحالف كوقود حرب جديدة بعد أن فشلوا في البحر؟
مهما كانت السيناريوهات القادمة، فإن التحالف السعودي الإماراتي أو أدواته المحلية يجدون أنفسهم اليوم في موقف صعب، فهم أمام خيارين لا ثالث لهما:
إما الدخول في مغامرة عسكرية جديدة بتوجيه أمريكي، وهو ما قد يكلف أدوات التحالف أثماناً باهضة والتحالف السعودي ذاته ضربات يمنية غير مسبوقة كما حدث مع الإمارات والسعودية في 2022.
أو البقاء في موقف المتفرج، مما سيعني مزيداً من الانهيار الأخلاقي لهذه الأدوات باعتبارها اصطفت مع الاحتلال والولايات المتحدة ضد بلادها بالنسبة لأدوات الداخل أما بالنسبة للتحالف ذاته فموقف المتفجر يعني المزيد من تآكل نفوذه الإقليمي، وتراجع دوره أمام القوى الأخرى، فهل يصبح التحالف السعودي الإماراتي مجرد ورقة أخرى تحرقها واشنطن بعد أن فشلت في معركة البحر الأحمر؟