آثار يمنية منهوبة تُعرض للبيع في مزاد عالمي وصنعاء تطالب بتدخل دولي
صنعاء – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
كشفت الهيئة العامة للآثار والمتاحف في صنعاء، الأربعاء، عن عرض قطع أثرية يمنية منهوبة للبيع في مزاد علني عبر أحد المواقع الإلكترونية المتخصصة ببيع التحف الفنية والمجوهرات خلال مارس الجاري، في استمرار لعمليات تهريب وبيع التراث اليمني في الأسواق العالمية.
وأوضحت الهيئة في منشور على صفحتها الرسمية في “فيسبوك”، أن فريقها المكلف بمتابعة القطع الأثرية اليمنية المهربة، تمكن من رصد مجموعة من الآثار معروضة للبيع في مزاد (liveauctioneers)، والذي سيتم خلال الشهر الحالي، مشيرةً إلى أن ذلك يمثل انتهاكًا صارخًا للتراث الثقافي اليمني.
دعوات عاجلة لوقف المزاد واستعادة الآثار المنهوبة
ودعت الهيئة المنظمات الدولية، وعلى رأسها الإنتربول الدولي، واليونسكو، ومنظمات حماية التراث العالمي، إلى التدخل الفوري لمنع بيع هذه القطع الأثرية، وإعادتها إلى اليمن باعتبارها جزءًا من الهوية التاريخية والحضارية للبلاد.
كما نشرت الهيئة صورًا للقطع الأثرية المنهوبة المعروضة للبيع، مرفقةً رابط المزاد العلني الذي يعرض القطع اليمنية المسروقة، داعيةً جميع المهتمين بالآثار إلى الإبلاغ عن أي معلومات تساعد في استعادة التراث اليمني.
رابط المزاد العلني:
liveauctioneers – South Arabian Artifacts
للتواصل والإبلاغ عن القطع الأثرية المهربة:
✉ info@goam.gov.ye
الآثار اليمنية.. تاريخ يُنهب في ظل الحرب
وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة طويلة من عمليات نهب وتهريب الآثار اليمنية، التي تفاقمت خلال سنوات الحرب التي شنتها السعودية بقيادة تحالف أشرفت عليه الولايات المتحدة الأمريكية منذ نهاية مارس 2015، حيث شهدت البلاد عمليات سرقة منظمة لقطع أثرية نادرة من المتاحف والمواقع الأثرية في المناطق التي كانت خارج سيطرة قوات حكومة صنعاء، تم تهريبها إلى الأسواق العالمية وبيعها لصالح شبكات تهريب دولية عبر نافذين موالين للتحالف السعودي الإماراتي.
وتُعد اليمن واحدة من أغنى الدول العربية بالآثار، حيث تضم مواقع أثرية تعود لحضارات قديمة مثل سبأ، ومعين، وحضرموت، وقتبان، وأوسان، إلا أن الانفلات الأمني في المناطق الخاضعة للتحالف السعودي الإماراتي أدى إلى تفشي عمليات نهب الآثار بشكل غير مسبوق، حيث تم الكشف عن تورط مسؤولين وشبكات تهريب مرتبطة بمجموعات دولية تعمل على تسويق هذه القطع في الخارج.
تحركات دولية خجولة وغياب الدور الأممي
ورغم الجهود التي تبذلها حكومة صنعاء لاستعادة الآثار المنهوبة، إلا أن المنظمات الدولية لم تتخذ حتى الآن إجراءات كافية للحد من هذه الظاهرة، حيث لا تزال الأسواق الغربية، خصوصًا الولايات المتحدة وأوروبا، تشهد عمليات بيع متكررة للقطع الأثرية اليمنية، في ظل ضعف الرقابة وغياب المساءلة القانونية للمزادات التي تعرض القطع المسروقة.
ويؤكد خبراء في مجال التراث أن استعادة هذه القطع الأثرية بحاجة إلى تحرك دبلوماسي وقانوني واسع، يشمل تفعيل اتفاقيات حماية الممتلكات الثقافية، والضغط على الدول التي تستقبل القطع اليمنية المسروقة لإعادتها إلى موطنها الأصلي.
صنعاء تؤكد استمرار ملاحقة تجار الآثار المنهوبة
وأكدت الهيئة العامة للآثار والمتاحف في صنعاء أنها ستواصل عمليات التتبع والرصد للقطع الأثرية اليمنية المهربة، وستتخذ كل الإجراءات القانونية لاستعادتها، داعيةً المواطنين والجهات المعنية إلى التعاون معها والإبلاغ عن أي معلومات تساعد في الحد من عمليات النهب والتهريب المستمرة للتراث اليمني.