وضع مأساوي في المحافظات التي يسيطر عليها التحالف السعودي بأول يوم في رمضان
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
تشهد معظم المحافظات الواقعة تحت سيطرة فصائل التحالف السعودي الإماراتي أزمة حادة في مادة الغاز المنزلي، حيث تزامن أول يوم من شهر رمضان المبارك مع مشاهد الطوابير الطويلة التي اصطفت أمام محطات تعبئة الغاز، وسط ارتفاع غير مسبوق في الأسعار في السوق السوداء، الأمر الذي ضاعف من معاناة المواطنين.
ارتفاع الأسعار وفوضى السوق السوداء
بحسب مصادر محلية ووسائل إعلام، فإن الأزمة شملت عدة محافظات، أبرزها عدن، لحج، أبين، الضالع، شبوة، تعز، ومأرب، حيث بلغ سعر أسطوانة الغاز المنزلي ما بين 10,500 إلى 11,500 ريال يمني، وهو ارتفاع كبير مقارنة بالسعر الرسمي المحدد سابقًا، مما أدى إلى سخط شعبي واسع في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية وانهيار العملة المحلية.
المواطنون في هذه المناطق يجدون أنفسهم بين خيارين أحلاهما مر: إما الانتظار لساعات طويلة في طوابير أمام محطات التعبئة، أو اللجوء إلى السوق السوداء بأسعار مضاعفة، وهو ما يزيد من الأعباء المالية على الأسر ذات الدخل المحدود، خاصة مع تزامن الأزمة مع شهر رمضان، حيث يزداد الطلب على الغاز المنزلي لطهي وجبات الإفطار والسحور.
احتكار وتلاعب بالتوزيع وسط انهيار الخدمات
المواطنون عبروا عن استيائهم من هذه الأزمة المتكررة، مطالبين بضرورة وضع حد لعمليات الاحتكار والتلاعب بالتوزيع، واتخاذ إجراءات صارمة ضد تجار السوق السوداء والمتلاعبين بالأسعار.
وفي الوقت الذي أكدت فيه الشركة اليمنية للغاز -التابعة لفصائل التحالف السعودي الإماراتي- استقرار إمدادات الغاز المنزلي في الأسواق المحلية، إلا أنها أقرت بوجود تحديات كبيرة تعطل عمليات التوزيع، وأرجعت السبب إلى احتجاز بعض القطاعات القبلية لعشرات المقطورات المحملة بالغاز، وهو ما تسبب في تعطيل جزئي للإمدادات في المحافظات المذكورة.
صراع قبلي يعطل الإمدادات في مأرب
في محافظة مأرب -وهي من أهم المناطق النفطية والغازية في اليمن- تشهد أزمة الوقود والغاز تعقيدًا أكبر، حيث يواصل قطاع قبلي مسلح احتجاز قاطرات نقل النفط والغاز في منطقة الثنية، بقيادة شيخ قبلي يدعى ابن عوشان العبيدي، وذلك للضغط على السلطات من أجل إطلاق سراح أحد أبناء القبيلة المسجون في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت.
هذه الحوادث ليست جديدة، حيث تعاني مناطق سيطرة فصائل التحالف السعودي الإماراتي من حالة فوضى أمنية عارمة وانتشار الجماعات المسلحة التي تعرقل عمل الشركات النفطية وتحتجز الشاحنات من أجل تحقيق مكاسب شخصية أو قبلية.
فشل إداري وتدهور اقتصادي مستمر
هذه الأزمة ليست إلا واحدة من سلسلة طويلة من الأزمات التي تضرب مناطق سيطرة فصائل التحالف السعودي الإماراتي، حيث تعاني تلك المناطق من غياب شبه كامل لمؤسسات الدولة، وتردٍ كبير في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والصحة، إضافة إلى الانفلات الأمني وغياب الاستقرار.
في المقابل، تتصاعد الاتهامات للقيادات المتواجدة في السعودية والإمارات، حيث يرى كثير من المواطنين أن هذه القيادات مقصرة تمامًا في إدارة المناطق التي تدّعي تمثيلها، فيما تستمر في تلقي الدعم من الخارج دون تقديم أي حلول فعلية لمعالجة معاناة السكان.
هل من حلول؟
في ظل هذا المشهد المضطرب، لا يبدو أن هناك حلولًا قريبة لأزمة الغاز أو غيرها من الأزمات المعيشية في المحافظات الجنوبية والشرقية، خصوصًا مع استمرار الصراعات القبلية، وفوضى الفصائل المسلحة، وغياب أي إدارة مركزية قادرة على ضبط الأوضاع.
ويبقى المواطن في هذه المناطق الضحية الأكبر، حيث يواجه رمضان هذا العام في ظروف قاسية، في ظل انقطاع الخدمات الأساسية، وارتفاع الأسعار، واستمرار الفوضى الأمنية والسياسية.