مشروع تنموي جديد في الحديدة: تمكين اقتصادي لـ 231 أسرة منتجة عبر القروض البيضاء

خاص – المساء برس|

في خطوة مهمة لدعم الأسر المنتجة وتعزيز الأمن الغذائي، أطلقت الهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة والأصغر، يوم السبت، مشروع “تعزيز التمكين الاقتصادي” لصالح 231 أسرة منتجة للألبان في عدد من مديريات محافظة الحديدة، بتمويل من الهيئة العامة للزكاة، وذلك عبر برنامج القروض البيضاء الذي يهدف إلى توفير التمويل العادل بدون فوائد للمشاريع التنموية الصغيرة.

ووفقًا لوكالة سبأ التابعة لحكومة صنعاء، تضمن المشروع توزيع 231 رأسًا من الأبقار الحلوب على الأسر المستفيدة في مديريات الدريهمي، المراوعة، السخنة، بيت الفقيه، والمنصورية، وذلك بتمويل بلغت تكلفته 138 مليوناً و485 ألف ريال، في إطار مساعي الحكومة لتوفير حلول مستدامة لذوي الدخل المحدود، وتعزيز الإنتاج المحلي من الألبان.

تمكين اقتصادي مستدام

أكد نائب رئيس الوزراء – وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية، محمد المداني، أن المشروع يأتي ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى تحويل الفئات المحتاجة إلى فئات منتجة، مما يساعد على الحد من البطالة وتحسين الظروف الاقتصادية للأسر المستفيدة. وأضاف أن تقديم القروض البيضاء بدون فوائد يعكس التزام الدولة بتوفير حلول تمويلية عادلة تدعم الاستثمار في قطاع الثروة الحيوانية، لا سيما في المناطق التي تعاني من معدلات فقر مرتفعة.

تدريب وتأهيل لضمان النجاح

من جانبه، أشار محافظ الحديدة عبدالله عطيفي إلى أن المشروع لا يقتصر فقط على تقديم الأبقار، بل يشمل أيضًا برامج تدريب وتأهيل للأسر المستفيدة حول أساليب العناية بالأبقار وتقنيات الإنتاج الحديثة، لضمان نجاح واستدامة هذه المشاريع وتعزيز مساهمة الأسر في الاقتصاد المحلي.

أما رئيس هيئة تنمية المشاريع الصغيرة والأصغر، أحمد الكبسي، فقد أوضح أن اختيار المستفيدين تم بناءً على دراسات ميدانية دقيقة لضمان وصول الدعم إلى الأسر الأكثر احتياجًا، مؤكدًا أن الهيئة ستواصل متابعة تنفيذ المشروع لضمان تحقيق أهدافه الاقتصادية والاجتماعية.

أهمية المشروع في ظل التحديات الاقتصادية

يأتي هذا المشروع في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها اليمن بسبب الحصار والحرب المستمرة منذ 2015، حيث يمثل دعم المشاريع الإنتاجية خطوة رئيسية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي والتخفيف من معاناة الأسر المتضررة. كما يعكس المشروع توجه حكومة صنعاء نحو التمكين الاقتصادي كبديل عن المساعدات المباشرة، من خلال توفير مشاريع تدر دخلاً مستدامًا للأسر المستفيدة.

القروض البيضاء.. نموذج تمويلي عادل

يعد برنامج القروض البيضاء نموذجًا فريدًا في تقديم التمويل، حيث يُمنح المستفيدون قروضًا بدون فوائد، مما يمكنهم من استثمارها في مشاريع مدرة للدخل دون الوقوع في فخ الديون والفوائد المرتفعة. وتعتمد هذه المبادرة على التكافل الاجتماعي والتمويل العادل لضمان تمكين الفئات المحتاجة بطريقة مستدامة.

نحو مزيد من المشاريع التنموية

يمثل هذا المشروع نقطة انطلاق لمبادرات مستقبلية تهدف إلى تعزيز الاستثمار في القطاع الزراعي والثروة الحيوانية، حيث تتجه حكومة صنعاء إلى توسيع برامج القروض البيضاء لتشمل قطاعات إنتاجية أخرى مثل الزراعة والصناعات الغذائية، مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتخفيف الاعتماد على الواردات.

في ظل هذه الجهود، يأمل الكثيرون في أن تسهم مثل هذه المشاريع في إحداث تحول إيجابي في حياة الأسر المنتجة، وتعزيز قدرات المجتمعات المحلية على الصمود أمام التحديات الاقتصادية، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد منذ سنوات.