مأرب: دفن الشاعر راشد الحطام في تابوت مغلق لإخفاء يده المقطوعة التي رفعها حين هتف ضد إسرائيل
مأرب – المساء برس|
انتهت قضية مقتل الشاعر راشد الحطام في سجن الأمن السياسي سيئ السمعة في مأرب، بفرض دفنه في مأرب بدلاً من مسقط رأسه في رداع، وفي تابوت مغلق، دون السماح بإظهار جسده لإخفاء سبب وفاته.
رواية رسمية متناقضة وحقائق مروعة
زعمت السلطات الأمنية التابعة للإصلاح والتحالف السعودي في مأرب أن الحطام انتحر أثناء احتجازه، غير أن مصادر مطلعة أكدت أن وفاته جاءت نتيجة تعذيب وحشي، حيث تم قطع يده التي رفعها وهو يهتف بالموت لإسرائيل في المظاهرة التي خرجت في مأرب دعما لغزة يوم إعلان توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وبحسب المصادر، فإن السجانين بعد أن قطعوا يده، تركوه ينزف حتى فارق الحياة دون تقديم أي إسعافات، ما يثبت أن وفاته كانت نتيجة تعذيب متعمد وليس انتحارًا كما ادعت السلطات الأمنية.
محاولات طمس الحقيقة بالمال والتزوير
سارعت لجنة مكلفة من السلطات في مأرب إلى احتواء القضية من خلال تقديم تعويضات مالية لأسرته بلغت 180 ألف ريال سعودي، بالإضافة إلى فبركة تقرير طبي شرعي يؤكد رواية الانتحار. كما اشترطت اللجنة أن يتم دفن الحطام في مأرب وليس في مسقط رأسه برداع، مع تسليم جثمانه داخل تابوت مغلق لمنع أي محاولات لكشف حقيقة وفاته.
سجن صيدنايا مأرب.. تاريخ من الانتهاكات
يُعرف سجن الأمن السياسي في مأرب الآن ب”صيدنايا” لأنه أحد أسوأ مراكز الاحتجاز التابعة للأمن السياسي، حيث يتم تعذيب المعتقلين بطرق وحشية، وهو ما تؤكده شهادات سابقة لناجين من السجن. وتكررت فيه حالات الوفاة تحت التعذيب، وسط تستر السلطات ومحاولات دفن الضحايا دون تحقيقات شفافة.
قضية الاعتقالات في مأرب
شهدت مأرب حملة اعتقالات تعسفية واسعة خلال السنوات الأخيرة، طالت الناشطين والصحفيين والمعارضين، خصوصًا من يبدون آراءً تنتقد التحالف السعودي الإماراتي أو يعبرون عن مواقف داعمة للقضية الفلسطينية. وتتلقى الأجهزة الأمنية هناك دعمًا مباشرًا من الاستخبارات السعودية، التي تشرف على العمليات الأمنية في المناطق الخاضعة لنفوذها.
وتثير هذه الحادثة تساؤلات حول مصير المعتقلين السياسيين في سجون مأرب، وحقيقة ما يجري داخلها، في ظل استمرار الإفلات من العقاب ودعم قوى التحالف للأجهزة الأمنية المتورطة في الانتهاكات.