صنعاء تتهم المبعوث الأممي بالانحياز وتهدد بتعليق السلام.. ومؤامرة أمريكية إسرائيلية تتكشف في إيلات!

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

كشفت حكومة التغيير والبناء في صنعاء، الأربعاء، عن أزمة متصاعدة مع الأمم المتحدة، متهمة مبعوثها إلى اليمن، هانس جروندبرغ، بالانحياز، وتحذّر من تداعيات التصنيف الأمريكي الأخير لـحركة أنصار الله.

تصعيد صنعاء ضد المبعوث الأممي

أكد وزير الخارجية في صنعاء، جمال عامر، أن المبعوث الأممي أصبح طرفًا في الأزمة اليمنية، بل حلّ محلّ المبعوث الأمريكي، عبر اتخاذ مواقف غير عادلة والضغط على صنعاء لإطلاق سراح عناصر متورطة في أنشطة تجسسية داخل المنظمات الدولية، في حين يرفض النظر في الأدلة والوثائق التي تثبت تورطهم.

وأوضح عامر أن حكومته أبلغت الأمم المتحدة استعدادها لإطلاق سراح أي موظف في المنظمات يثبت عدم تورطه، لكنه شدد على أن صنعاء لن تخضع للضغوط في هذا الملف.

تحذيرات من تعليق عملية السلام

وفي تطور خطير، ألمح عامر إلى أن صنعاء قد تتخذ خيار تعليق عملية السلام بسبب التصعيد الأمريكي الأخير، وخاصة قرار واشنطن إعادة تصنيف أنصار الله كمنظمة إرهابية، وهو ما تعتبره صنعاء استهدافًا مباشرًا لليمنيين وتصعيدًا للحرب الاقتصادية ضد البلاد.

هجوم على برنامج الغذاء العالمي

وفي سياق آخر، وصف وزير الخارجية في صنعاء منظمة برنامج الغذاء العالمي بـ”الفاسدة”، مشيرًا إلى وجود اختلالات كبيرة في إدارتها للمساعدات الإنسانية في اليمن، في ظل استمرار القيود الأمريكية على المواد الإغاثية وتحويل المساعدات إلى أداة ضغط سياسي.

تزامن الأزمة مع حراك أمريكي – سعودي بشأن اليمن

يأتي هذا التصعيد في وقت يشهد ملف اليمن حراكًا أمريكيًا – سعوديًا مكثفًا، حيث زار وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر العاصمة الأمريكية واشنطن، ما يعكس تنسيقًا مشتركًا بين الرياض وواشنطن بشأن التعامل مع صنعاء، وسط مخاوف من تصعيد جديد في المنطقة.

تدريبات مشتركة ليمنيين وأمريكيين وإسرائيليين في إيلات

وبالتزامن كانت القيادة المركزية الأمريكية، قد أعلنت قبل ٣ ايام أنها أجرت تمرينا بحريا دوليا بمشاركة من أسمتهم “أعضاء من خفر السواحل التابع لـ “حكومة عدن”، في “إيلات بالأراضي الفلسطينية المحتلة” والعقبة شمال البحر الأحمر”، الأمر الذي يعزز من أن التحضيرات الأمريكية لتصعيد عسكري جديد ضد صنعاء تتم بمشاركة إسرائيلية ويمنية من حكومة التحالف السعودي. التي وصف رئيس مجلسها الرئاسي المعين من السعودية رشاد العليمي في بروكسل قبل أيام قليلة ما حدث في غزة والمنطقة بأنه انتصار على مشروع إيران الإرهابي الذي قال إنه تم القضاء عليه في غزة وفي لبنان وفي سوريا وأن على حلف الناتو استكمال مهمة القضاء على الحوثيين في اليمن من اجل ضمان وسلامة الملاحة في البحر الأحمر.

صنعاء وملف التجسس وقرار واشنطن

يأتي التصعيد بين صنعاء والأمم المتحدة في ظل اتهامات سابقة وجهتها صنعاء لبعض المنظمات الدولية باستخدام أنشطتها كغطاء لعمليات استخباراتية، وهو ما أدى إلى اعتقال عدد من الموظفين المرتبطين بشبكات تجسس لصالح قوى دولية وإقليمية.

كما أن القرار الأمريكي الأخير بتصنيف أنصار الله كمنظمة إرهابية يعد استمرارًا للحرب الاقتصادية على اليمن، التي بدأت منذ 2016 مع نقل وظائف البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وحرمان الموظفين من الرواتب، إلى جانب نهب عائدات النفط والغاز اليمني من قبل التحالف السعودي، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية في البلاد.

في ظل هذه التطورات، يبدو أن العلاقة بين صنعاء والأمم المتحدة تشهد توترًا غير مسبوق، وسط مؤشرات على إمكانية تعليق صنعاء لمحادثات السلام إذا استمرت الضغوط الدولية ضدها.

قد يعجبك ايضا