لأول مرة.. صاروخ يمني يستهدف مقاتلة أمريكية (إف 16) ويفرض معادلة ردع جديدة في البحر الأحمر!
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في تصعيد عسكري غير مسبوق، اعترف ثلاثة مسؤولين عسكريين أمريكيين كبار لشبكة “فوكس نيوز” رصده وترجمه “المساء برس”، بتعرض طائرة حربية أمريكية قبل 3 أيام لهجوم بصاروخ دفاعي من اليمن عندما حاولت المقاتلة الاقتراب من الأجواء اليمنية.
وقال المسؤولون العسكريون الثلاثة للقناة الأمريكية أن القوات اليمنية التابعة لحكومة صنعاء أطلقت لأول مرة صاروخًا أرض-جو على مقاتلة أمريكية من طراز F-16 أثناء تحليقها فوق البحر الأحمر في 19 فبراير الجاري.
وكانت المقاتلة الأمريكية تحلق قبالة السواحل اليمنية عندما تم إطلاق الصاروخ الدفاعي باتجاهها، لكنها حاولت الهروب بسرعة لتلافي الصاروخ والمناورة أمامه.
وفي اليوم نفسه بحسب المسؤولين الأمريكيين، استهدفت القوات اليمنية طائرة أمريكية مسيّرة من طراز MQ-9 Reaper أثناء تحليقها فوق مناطق خارج سيطرة قوات حكومة صنعاء داخل الأجواء اليمنية.
تلاعب نفسي من القوات اليمنية
ولم تعلق القوات المسلحة اليمنية التابعة لحكومة صنعاء على هذه الاعترافات الصادرة عن مسؤولين عسكريين في البنتاغون، الأمر الذي يعزز من مصداقية البيانات العسكرية اليمنية التي أذاعتها القوات اليمنية عن كل عملياتها التي استهدفت فيها المدمرات الأمريكية والسفن التجارة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية التي حظرت صنعاء عبورها من البحر الأحمر، حيث كانت البيانات اليمنية تقابل بإنكار أمريكي خاصة إذا كانت تلك البيانات تتحدث عن هجمات اليمن تجاه السفن الحربية الأمريكية وحاملات الطائرات وآخرها حاملة الطائرات يو إس إس هاري ترومان التي تعرضت لـ8 عمليات هجومية من اليمن خلال فترة انتشارها القصيرة جداً شمال البحر الأحمر في الأشهر الثلاثة الأخيرة من معركة طوفان الأقصى وبعض هذه الهجمات كانت تستمر لأكثر من 9 ساعات متواصلة بحسب اعترافات ضباط البحرية الأمريكية المشاركين أنفسهم.
تحول استراتيجي في المواجهة
ومنذ بدء التدخل الأمريكي المباشر عسكرياً ضد اليمن لمنع صنعاء من مواصلة شن هجمات على الاحتلال الإسرائيلي وقطع ملاحته في البحر الأحمر وهو ما لم تتمكن البحرية الأمريكية من تحقيقه على مدى 15 شهراً، لم يسبق أن تعرضت مقاتلة أمريكية لهجوم بصاروخ دفاع جوي من اليمن حين كانت المقاتلات الأمريكية تقوم باقتحام الأجواء اليمنية وتنفذ عمليات قصف جوي داخل اليمن في مناطق سيطرة حكومة صنعاء فيما الطائرات بدون طيار الأكثر تطوراً لدى الجيش الأمريكي من طراز (إم كيو 9) لم تتمكن الولايات المتحدة خلال معركة اليمن لإسناد غزة من الصمود في الأجواء اليمنية حيث أسقطت الدفاعات الجوية اليمنية الصنع 14 طائرة من طراز MQ_9 خلال معركة اليمن المساندة لغزة ما أدى إلى عمى استخباري أمريكي بسبب تعطل القدرة على كشف الأهداف والتجسس في سماء اليمن، أما بخصوص مواجهة المقاتلات الأمريكية من طراز إف 16 فهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات اليمنية صواريخ دفاع جوي ضد مقاتلة أمريكية، وهو ما يمثل نقلة نوعية في المواجهات الجارية بين واشنطن وصنعاء والتي كانت قد انخفضت إلى حد كبير بعد أن أوقف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة في يناير الماضي وهو ما اعتبرته صنعاء تحقيقاً جزئياً لشرطها الذي وضعته بداية تدخلها العسكرية لنصرة غزة حين أعلنت أنها ستقطع الملاحة عن الاحتلال الإسرائيلي من البحر الأحمر ولن ترفعها إلا بعد وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع كما أوقفت صنعاء عملياتها العسكرية عن بعد الموجهة بالصواريخ الفرط صوتية والباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة التي كانت تستهدف العمق الإسرائيلي طوال فترة العدوان على غزة.
وبحسب مسؤولين دفاعيين أمريكيين، فإن هذه الحادثة تعكس تصعيدًا كبيرًا في التفاعلات العسكرية بين الطرفين، وسط الهدوء وخفض التصعيد القائم بين صنعاء وواشنطن بعد أشهر عديدة من المواجهات العنيفة واستمرار الضربات الأمريكية والبريطانية ضد أهداف في اليمن، وردود صنعاء على السفن الحربية الأمريكية والبريطانية والأوروبية المساندة إضافة إلى قطعها الملاحة التجارية عن السفن الأمريكية والبريطانية رداً على التصعيد الأمريكي العسكري ضد اليمن والذي بدأ منذ يناير 2024 وانتهى بالفشل في تحييد الجبهة اليمنية المساندة لغزة.
رسالة يمنية إلى واشنطن
ويرى مراقبون أن استهداف مقاتلة F-16 يمثل تحديًا مباشرًا للولايات المتحدة، ويؤكد أن القوات اليمنية عازمة على التصعيد بوجه أي تهور أمريكي معادي ضد اليمن، وعدم السماح للطائرات الأمريكية بالتحليق بحرية في الأجواء اليمنية أو فوق البحر الأحمر ولو أدى الأمر إلى توسيع نطاق المواجهة.
ومع استمرار التصعيد العسكري، يبقى السؤال: هل ستغير واشنطن استراتيجيتها في التعامل مع اليمن بعد هذه التطورات وتحافظ على ما تبقى لبحريتها من ماء الوجه بعد الهزيمة المدوية التي تلقتها البحرية الأمريكية لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية وعلى يد بلد فقير ومحاصر ويخوض حرباً من أعداء إقليميين على مدى العشر السنوات الماضية، أم أن المواجهة ستتجه نحو مستويات جديدة من التصعيد تخسر فيها واشنطن المزيد من سمعتها كدولة عظمى؟.