شبح انعدام الغاز المنزلي يتمدد إلى تعز.. أدوات التحالف السعودي تستثمر رمضان

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

تعرضت ناقلات الغاز التابعة للشركة اليمنية للغاز لهجوم مسلح في إحدى الطرق بمحافظة تعز في الأجزاء الخاضعة لسيطرة فصائل التحالف السعودي الإماراتي، جنوب غرب اليمن، في ظل أزمة خانقة بمادة الغاز المنزلي تعاني منها المحافظة وعدة مناطق أخرى مع اقتراب شهر رمضان المبارك.

عصابة مسلحة تعترض الناقلات

وذكرت مصادر محلية أن مجموعة مسلحة تابعة لأحد التجار النافذين، أمين توفيق عبد الرحيم، اعترضت شاحنات الغاز التابعة للشركة اليمنية للغاز في منطقة القريشة بمديرية الشمايتين.

وأوضحت المصادر أن المسلحين أجبروا سائقي الناقلات على التوقف بالقوة، وأطلقوا النار على إطارات إحدى الشاحنات التي حاولت مواصلة طريقها، ما تسبب في تعطيلها وتأخير وصول الإمدادات إلى المحافظة.

أزمة غاز متفاقمة قبيل رمضان

وتشهد تعز وعدد من المحافظات أزمة حادة في إمدادات الغاز، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وزيادة معاناة المواطنين، في ظل غياب أي حلول حكومية جادة لمعالجة الأزمة.

وأكدت الشركة اليمنية للغاز أن الأزمة تعود إلى عوامل متعددة، أبرزها تعثر وصول الناقلات نتيجة الأوضاع الأمنية في محافظتي شبوة وأبين، إلى جانب أعمال صيانة في أحد معامل الإنتاج خلال شهري يناير وفبراير 2025، ما تسبب في خفض الكميات المتاحة في السوق.

كما أشارت الشركة إلى أن بعض السلطات المحلية في المحافظات الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي فرضت مبالغ مالية غير قانونية تحت مسمى “تحسين”، ما أدى إلى ارتفاع سعر أسطوانة الغاز، وسط غياب أي رقابة فعالة على الأسواق.

تورط نافذين في افتعال الأزمة

وكان الصحفي فتحي بن لزرق قد كشف سابقًا أن أزمة الغاز في المحافظات الجنوبية، ومنها عدن ولحج وأبين وتعز، مفتعلة من قبل تجار ونافذين عملوا على إنشاء محطات خزن مركزية ضخمة لتخزين كميات كبيرة من الغاز ثم افتعال تقطعات تمنع وصول الشحنات الجديدة، مما يؤدي إلى خلق أزمة في السوق.

وأشار بن لزرق إلى أن هؤلاء التجار يطرحون كميات الغاز المخزنة في محطاتهم الخاصة بأسعار مرتفعة تفوق السعر الرسمي بنحو 5000 ريال للأسطوانة الواحدة، مما يحقق لهم أرباحًا ضخمة على حساب معاناة المواطنين.

وكشف الصحفي عن أن هذه العمليات تتم بتواطؤ من جهات رسمية، إذ تختفي التقطعات التي تعيق وصول الغاز فجأة بعد انتهاء الكميات المخزنة لدى التجار، ما يثبت أن هذه الأزمات مدبرة وليست ناتجة عن عوامل طبيعية أو نقص حقيقي في الإمدادات.

دعوات لتفعيل الرقابة ومكافحة التلاعب

ودعت الشركة اليمنية للغاز الجهات المختصة إلى التعاون معها في تفعيل الرقابة الميدانية واتخاذ الإجراءات القانونية ضد عمليات التلاعب والتقطعات، لضمان وصول الغاز إلى المستهلكين بأسعار معقولة قبل حلول شهر رمضان.

الصراع على تجارة الغاز ونهب الإيرادات

وتأتي هذه الأزمة في سياق أوسع من الاضطرابات التي تشهدها المحافظات الواقعة تحت سيطرة التحالف السعودي الإماراتي والمجلس الانتقالي الجنوبي وحزب الإصلاح، حيث تحولت تجارة الغاز إلى ساحة صراع بين قوى نافذة تسعى للهيمنة على العائدات، وسط انهيار اقتصادي وفشل حكومي في ضبط الأسواق وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين.

قد يعجبك ايضا