السياسة الرعناء بلاءٌ وعناء
حسين المهدي – وما يسطرون – المساء برس|
السياسة الرعناء بلاء وعناء، وعذابٌ وسفك دماء، قديماً مارسها المفسدون فهلكوا وذهب بأسهم وانتهت قوتهم.
فكم من متهور أظهر وسواسه فقطعت السياسة الرعناء أنفاسه، وكم من مغرور ضيعت مِرَاسه.
فالسياسة بالنفاق نجاسة، وبالغدر تعاسة، وبالكذب دناسة، وبالجور خساسة، وبالظلم شراسة، فكم من شجاع أذهبت السياسة الرعناء بأسَه، وأصبح أثرًا بعد عين، وكم قَصَّ علينا القرآن العظيم من أخبار أهل الظلم والكبر المفسدين، فقد جاء في القرآن الحكيم: (فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأرض بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً، فَأرسلنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّـام نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الآخرة أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ).
ترى فهل يعيد التاريخ نفسه، ويشهد العالم بأم عينيه عذاباً يحل بالمستكبرين.فهذا زعيم للصهيونية في أمريكا ينضم إلى صفوف المستكبرين فيدعو إلى تهجير شعب فلسطين، ويؤيد اليهود المحتلّين لفلسطين، تحت سمع وبصر ساسة المسلمين، والبعض في لهو وطرب، يلقون على الراقصات والغانيات الذهب، ويتنازلون على الحق بلا سبب، والمنافقون يصفقون لساساتهم ويمدحونهم على سماجتهم، وتحرسهم الأجناد، فيا لها من سياسة رعناء يتولى الأمر فيها الزنديق، ويكرم فيها العِرْبِيد.
إن الأسود الغاضبة لغضب الله من أنصار الله وحزبه يعملون على إعلاء كلمة الله، ورفع رأيه الجهاد في سبيله من أبناء فلسطين ويمن الإيمان والحكمة سيزيلون مظلمة الشعب الفلسطيني، ويسعون إلى تطهير الأرض من الفساد، وما ذلك على الله بعزيز، وإن خذلهم بعض بني الإنسان فسيؤيدهم الرحمن.
فمن تخاذل وتكاسل عن نصرة فلسطين ربما صار في عداد الهالكين.
فالعاقل مَن لم يُدَاجِ الظالمين طمعًا فيما تحت أيديهم من لعاع الدنيا فذلك إلى زوال، فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة، والله يقول: (تِلْكَ الدَّارُ الآخرة نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأرض وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
ترى فأين رجال القانون في أمريكا؟ فإذا كانت أبرز سمات المجتمع المعاصر أنه مجتمع قانوني تسمو سيادة القانون فيه على مراكز القوة، وإرادَة الأفراد، فضلًا عن تنظيم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بين أفراده في إطار قواعد قانونية مُجَـرّدة، فكيف سمحوا لأنفسهم ولمجتمعهم بانتخاب رئيس ينقض على كُـلّ القيم والقوانين الأخلاقية والإنسانية، ويدوس على قيم المجتمع الإنساني والقانوني كله، ويمارس العسف والظلم، ويدعو إلى تهجير المجتمع الإسلامي المسلم في فلسطين دون مراعاة لكل الضوابط والقوانين ولمشاعر الناخبين في أمريكا، ولكل من لديه شعور برفض الظلم في العالم كله.
أما المسلمون فهم يرون في هذا التعسف والكبرياء سبباً لانتفاضتهم ضد هذا الطاغوت حتى القضاء عليه، دفاعاً عن أنفسهم وعن عقيدتهم وعن أرضهم وعن إخوانهم، واستجابة لنداء ربهم (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأموالكُمْ وَأنفسكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
فالظلم سبيل المفسدين (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أي مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).
(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).