العزةُ والنصر للمجاهدين
ق. حسين المهدي – المساء برس|
مما لا ريبَ فيه أن من جعل القرآن كهفَه الذي يأوي إليه، ونوره الذي يستضيء به، وعلمَه الذي يقضي به، وسيفَه الذي يضرب به، نجا من الشرور، وظهر على عدوه، وكان منصوراً بالقرآن ومؤيَّداً من قبل الرحمن، ولك أن تتدبَّرَ قولَ الله: (فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأصبحوا ظاهِرِينَ)، وقوله: (وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إلى يَوْمِ الْقِيامَةِ).
وهذه الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني تجدّد للإسلام بحربها على الصهيونية اليهودية فيرد ذكراها في هذه الأيّام، ويستبشر المؤمنون بنصر الله لها، وينكس المنافقون المطبِّعون رؤوسهم خاسئين؛ فهي ثورة على الكفر ظاهرة، فتأييدها للشعب الفلسطيني أمر ينشرحُ به صدورُ المؤمنين: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّـهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).
فانطلاقُ فجرها هو انطلاق لفجر الإسلام، واستبدالٌ للهلكى المطبّعين مع اليهود الغاصبين، وبها يتحقّق ما وعد به رب العالمين (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ).
ويتحقّق به ما أخبر به العزيزُ الحكيم (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ، وَآخرين مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، فحينما سأل الصحابةَ من هم هؤلاء الذين لما يلحقوا بهم؟ فأشار رسولُ الله إلى سلمانَ الفارسي فقال: قومُ هذا، كما في البخاري ومسلم والترمذي وأحمد وغيرهم، وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فلتخرس ألسنة المنافقين، فقد صح ذلك عن النبي الأمين.
وكان لنقلِ التكنلوجيا العسكرية للمجاهدين في فلسطينَ وغيرها أثرٌ كَبير، وعمَّا قريب بإذن الله يشهد العالم كله انتصار إيران على ترامب ونتن ياهو اللئيم، فلا جحود لما حقّقته هذه الثورة في الدعوة إلى العودة بالإسلام والجهاد إلى المسار الصحيح.
فتهانينا لقائد الثورة الإسلامية في طهران الإمام علي الخامنئي، بمناسبة ذكرى انتصار هذه الثورة، ولقائد المسيرة القرآنية القائد المحنك عميد أهل بيت النبوة ورائدهم سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
إن الهِمَمَ العالية التي يتحلَّى بها قائدُ المسيرة القرآنية وأنصار الله، أبناء يمن الإيمان والحكمة لن ترضى دونَ تحرير كُـلّ أراضي فلسطين والأقصى الشريف.
وإذا كان الطير يطير بجناحَيه فَــإنَّ أنصار الله يطيرون بهممهم إلى رُبَا المعالي، تلوح عليهم أنوار الإيمان وصدق العزيمة والإرادَة، والهمم العالية لها أسباب تبعثها وتعين على أسبابها وتحَرّكها منها حب الله والإيمان به، وابتغاء ثوابه والجهاد في سبيله، فإذا استيقظت القلوب نشطت الأعضاء للأعمال الصالحة، وتسابقت النفوس إلى اكتساب المحامد والفضائل،
فإذا حلت الهداية قلبًا
نشطت للعبادة الأعضاء
فأنصارُ الله يَجِدّون؛ مِن أجلِ إعلاء كلمة الله، والجهاد في سبيله، والسعي إلى رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني المسلم، تتوق إلى ذلك نفوسُهم، وتمقُتُ ما يعتنقه ترامب ونتنياهو من الرذائل ويذيعُه من الهَذَيان (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ).