البحرية الأمريكية تنسحب من البحر الأحمر دون تحقيق أهدافها: الملاحة الإسرائيلية لا تزال محظورة
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
أعلنت البحرية الأمريكية رسميًا مغادرة حاملة الطائرات “يو إس إس هاري إس ترومان” منطقة البحر الأحمر مطلع فبراير الجاري، بعد أكثر من عام من التواجد العسكري الذي فشل في تحقيق هدفه الأساسي المتمثل في تأمين مرور السفن الإسرائيلية عبر البحر الأحمر.
فشل المهمة الأمريكية في حماية الملاحة الإسرائيلية
ووفقًا لبيان نقلته وكالة “بلومبيرغ”، فقد وصلت حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” إلى اليونان بعد أشهر من العمليات القتالية في البحر الأحمر، حيث لم تتمكن البحرية الأمريكية طيلة وجودها في المنطقة من كسر الحظر اليمني المفروض على السفن الإسرائيلية أو التي تتعامل مع الاحتلال.
ومنذ إعلان قوات صنعاء في نوفمبر 2023 فرض حظر كامل على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، خليج عدن، والبحر العربي دعمًا لفلسطين، لم تتمكن أي سفينة مرتبطة بإسرائيل من العبور عبر المضيق، رغم التدخل العسكري الأمريكي والبريطاني ومحاولاتهما المتكررة لفرض سيطرتهما على الممرات المائية.
انسحاب أمريكي بعد فشل الردع العسكري
وخلال الفترة التي تواجدت فيها البحرية الأمريكية في البحر الأحمر، تكبدت القوات الأمريكية خسائر مباشرة، أبرزها إسقاط طائرة مقاتلة من طراز F-18 أواخر ديسمبر 2024، بعد تعرض حاملة الطائرات “ترومان” لهجوم يمني مكثف أربك دفاعاتها الجوية، ما أدى إلى استهداف الطائرة بنيران صديقة.
ورغم شن البحرية الأمريكية مئات الغارات الجوية وضرب عشرات الأهداف داخل اليمن، لم تتمكن واشنطن من تغيير معادلة القوة أو فرض تراجع على صنعاء، التي استمرت في إحكام سيطرتها على الملاحة في البحر الأحمر وفق معادلاتها الخاصة.
الحظر اليمني على إسرائيل لا يزال قائماً
وعلى الرغم من إعلان قوات صنعاء وقف استهداف السفن الأمريكية والبريطانية عقب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إلا أن الحظر المفروض على السفن الإسرائيلية لا يزال قائماً، حيث تؤكد صنعاء أن رفع الحظر مرتبط برفع الحصار الإسرائيلي بالكامل عن قطاع غزة، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
وبالتالي، فإن انسحاب البحرية الأمريكية من البحر الأحمر دون تحقيق أي اختراق في ملف الملاحة الإسرائيلية يمثل هزيمة استراتيجية لواشنطن وتل أبيب، خصوصًا وأن ممرات الشحن الإسرائيلية عبر البحر الأحمر لا تزال مغلقة تمامًا، ما يجبر الاحتلال على الاعتماد على طرق شحن بديلة أكثر تكلفة عبر رأس الرجاء الصالح.
تحولات استراتيجية في المنطقة
ويشير هذا الانسحاب إلى تراجع الهيمنة العسكرية الأمريكية في المنطقة، حيث فرضت صنعاء معادلات جديدة جعلت من البحر الأحمر منطقة نفوذ عسكري لا يمكن للولايات المتحدة التحكم بها كما في السابق.
وبحسب مراقبين، فإن فشل واشنطن في إعادة تأمين الملاحة الإسرائيلية رغم كل جهودها العسكرية والدبلوماسية، يعكس مدى تغير موازين القوى في البحر الأحمر لصالح صنعاء، ما يضعف قدرة إسرائيل على الاستفادة من الممرات البحرية الحيوية ويجعلها أكثر عزلة اقتصاديًا واستراتيجيًا.