تصاعد جرائم التعذيب والتصفية الجسدية في سجون الإصلاح بمأرب وصنعاء تحذر من تداعياتها
مأرب – المساء برس|
اتسعت أزمة التصفيات الجسدية داخل سجون الفصائل الموالية للتحالف السعودي الإماراتي في مأرب، مع تسجيل حالة قتل جديدة تحت التعذيب، وسط محاولات للتغطية على الجرائم المتصاعدة.
رفض قبلي لمحاولات التغطية على الجريمة
ورفضت قبائل البيضاء، الخميس، أي محاولات لدفن قضية مقتل الشاعر راشد الحطام تحت التعذيب في سجون مأرب، مؤكدة خلال اجتماع جديد أنها متمسكة بنتائج التحقيق الذي يُنتظر أن تصدره لجنة كلفها سلطان العرادة، المحافظ الموالي للتحالف.
وأكدت المصادر القبلية أن التسريبات الإعلامية التي حاولت تصوير الحطام كـ”عنصر تابع لصنعاء”، عبر نشر مقاطع فيديو قديمة له، جاءت في إطار محاولات الأجهزة الأمنية التابعة لحزب الإصلاح، بقيادة المدعو “حنشل”، لتمييع القضية قبل صدور نتائج التحقيق.
وحذرت القبائل من أن أي محاولة لتمييع القضية لن تمر دون رد قبلي صارم، معتبرة أن التصعيد قد يقود إلى مواجهات مسلحة إذا لم يُحاسب المتورطون في الجريمة.
جرائم التعذيب تتواصل وحالة جديدة تهز مأرب
ومع تصاعد الغضب القبلي، سجلت حالة وفاة جديدة تحت التعذيب في سجون مأرب، حيث أكدت مصادر حقوقية أن الشاب ماجد العامري لقي حتفه داخل أحد السجون التابعة لحزب الإصلاح.
وأشارت المصادر إلى أن الفصائل لم تسعَ حتى إلى تلفيق أي تهمة للعامري كما فعلت مع الحطام، في إشارة إلى أن عمليات التعذيب أصبحت نهجًا ممنهجًا داخل السجون.
وتزامنت الجريمة مع حملة اعتقالات موسعة طالت ناشطين من أبناء البيضاء وعددًا من الشباب اليمنيين الذين احتفلوا بتوقيع اتفاق الهدنة في غزة، ما يعكس تصاعد النهج القمعي ضد أي مواقف داعمة للمقاومة الفلسطينية أو مناهضة للوجود الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة.
صنعاء تحذر: خيارات الرد مفتوحة
في ظل تنامي الغضب من الجرائم المتكررة، حذرت صنعاء من تداعيات استمرار عمليات القتل داخل سجون مأرب، ولوّحت بخيار عسكري إذا لم يتم تحقيق العدالة للضحايا.
وقال حسين العزي، نائب وزير الخارجية السابق في صنعاء، إن استمرار هذه الانتهاكات يكشف أن سلطان العرادة أصبح خنجرًا إسرائيليًا في خاصرة اليمن، معتبرًا أن ما يحدث يمثل استفزازًا سافرًا لكل القوى الحرة في البلاد.
وأضاف العزي في منشور على حسابه بمنصة “إكس” أن إقالة المتورطين وتبييض السجون من المعتقلين السياسيين والمظلومين ستكون خطوة جيدة ورسالة احترام لليمنيين وأرواح الضحايا، مشيرًا إلى أن صنعاء لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام هذه الجرائم المستمرة.
تصاعد الغضب الداخلي والخارجي
ومع تكرار عمليات القتل تحت التعذيب، يواجه حزب الإصلاح وحلفاؤه في مأرب ضغوطًا متزايدة من القوى القبلية والسياسية التي باتت ترى أن الفوضى الأمنية في المدينة خرجت عن السيطرة، خصوصًا في ظل منع المنظمات الحقوقية من زيارة السجون أو التحقيق في الجرائم المرتكبة بحق المعتقلين.
وتشير المعطيات إلى أن استمرار الانتهاكات قد يقود إلى تداعيات خطيرة، سواء عبر تصعيد قبلي داخل مأرب، أو تدخل عسكري مباشر من صنعاء، في ظل التحذيرات المتزايدة من أن السكوت على هذه الجرائم لن يطول.