السعودية تهدئ حزب الإصلاح بصرف مستحقات قتلاه بعد مطالبته بإعادة هادي للرئاسة

خاص – المساء برس|

عاودت السعودية تهدئة حزب الإصلاح، جناح الإخوان المسلمين في اليمن، بصرف متأخرات مرتبات قتلاه كـ”مكرمة ملكية”، وذلك في أعقاب تصعيد الحزب بملف الرئيس الأسبق عبدربه منصور هادي والمطالبة بإعادته إلى الرئاسة، وهي المطالب التي تبناها المستشار الصحفي لعلي محسن الأحمر، سيف الحاضري، خلال الأيام الماضية.

مكرمات متأخرة بعملة منزوعة القيمة

وأفادت مصادر مطلعة في مأرب بأن قيادات الإصلاح تسلمت “مكرمات الملك سلمان” عن الأشهر الخمسة الأخيرة (أغسطس – ديسمبر)، والتي تضمنت مخصصات القتلى والجرحى بمبالغ سعودية ضخمة.

لكن المصادر أكدت أن قيادات الحزب استولت على العملات الأجنبية الممنوحة من السعودية، وقامت باستبدالها بعملة محلية بسعر منخفض، لا يتجاوز نصف قيمتها الحقيقية. وتم تحديد مليون وسبعمائة ألف ريال كتعويض للضباط عن الشهور الخمسة، ومليون ومائة ألف ريال للجندي، وهو مبلغ لا يعادل صرف السعودي بـ١٠٥٠ ريالًا للجندي و١٢٥٠ للضابط عن الخمسة الأشهر، وذلك مع تجاوز سعر صرف الريال السعودي الواحد حاجز 500 ريال يمني من عملة الحكومة التابعة للتحالف السعودي جنوب وشرق البلاد.

وكانت السعودية قد أوقفت مستحقات مقاتلي الإصلاح خلال الأشهر الماضية، مما أثار غضبًا متصاعدًا داخل الحزب. إلا أن استئناف الصرف جاء متزامنًا مع تصعيد الحزب نبرته للمطالبة بعودة هادي، الذي عزلته الرياض ووضعته تحت الإقامة الجبرية.

وفي هذا السياق، لم يُخفِ المستشار الإعلامي لعلي محسن الأحمر، سيف الحاضري، دعوته إلى “انقلاب على السعودية في اليمن”، معتبرًا أن إنهاء ما وصفه بـ”الانقلاب الأبيض” على هادي هو الحل لاستعادة القرار السياسي في البلاد.

يأتي موقف الحاضري في إطار توجه أوسع داخل حزب الإصلاح، حيث دعت قيادات رفيعة في الجماعة إلى الانقلاب على السعودية، معتبرة ذلك شرطًا أساسيًا لتحسين الوضع في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

ويرى مراقبون أن هذه التطورات تعكس حجم التوتر بين الرياض وحزب الإصلاح، حيث تحاول السعودية إبقاء الحزب تحت السيطرة عبر استخدام سلاح “المكرمات”، بينما يسعى الإصلاح إلى انتزاع مزيد من المكاسب، مستغلًا حالة الانقسام داخل التحالف السعودي الإماراتي.

قد يعجبك ايضا