تصاعد الخلافات داخل فصائل التحالف السعودي الإماراتي: دعوات لإعادة هادي وسط هيمنة الرياض وأبوظبي
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
تصاعدت الخلافات داخل الفصائل الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، بعد دعوات لإعادة عبدربه منصور هادي إلى المشهد السياسي، واعتبار نقل صلاحياته إلى مجلس القيادة الرئاسي “انقلاباً أبيض”. هذه الدعوات، التي أطلقها سيف الحاضري، السكرتير الإعلامي الخاص لعلي محسن الأحمر، تعكس تصدعات داخل المعسكر الموالي للتحالف، حيث باتت بعض الأطراف تشعر بأنها فقدت السيطرة على القرار السياسي والعسكري لصالح الفصائل الأكثر ولاءً للرياض وأبوظبي.
انقلاب داخل الانقلاب.. هل تنقلب فصائل الإصلاح على مجلس العليمي؟
في مقال نشره الحاضري، دعا القوى السياسية الموالية للتحالف إلى “الانقلاب على الانقلاب”، في إشارة إلى قرار السعودية إقصاء هادي ونائبه علي محسن الأحمر، وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي بقيادة رشاد العليمي وعضوية شخصيات محسوبة على التحالف، مثل طارق صالح وعيدروس الزبيدي وسلطان العرادة وغيرهم. واعتبر الحاضري أن هذا القرار أدى إلى انهيار سياسي واقتصادي، وأضعف الفصائل المسلحة التابعة للتحالف في مواجهة قوات صنعاء.
وبينما حاول الحاضري تصوير هادي كزعيم كان “يقاوم الضغوط السعودية”، فإن الواقع السياسي خلال سنوات حكمه أظهر أن قراراته كانت مرهونة بالكامل بالرياض، حيث فرضت عليه تعيين مسؤولين موالين، كما استخدمته السعودية غطاءً شرعياً لتبرير تدخلها العسكري في اليمن منذ 2015. ومع ذلك، فإن الإطاحة به من المشهد دون أن يكون له أي دور مستقبلي جعل قيادات حزب الإصلاح، الذراع السياسي والعسكري للسعودية في اليمن، تشعر بالتهميش، خاصة بعد أن عززت الإمارات نفوذها داخل مجلس القيادة من خلال دعم شخصيات مثل طارق صالح وعيدروس الزبيدي.
دعوات التمرد على الرياض وأبوظبي.. مناورة أم مواجهة حقيقية؟
الحاضري، في مقاله، ألمح إلى ضرورة اتخاذ خطوات عملية للانقلاب على مجلس القيادة، مثل تقديم استقالات من داخله، واعتراف الأحزاب السياسية بفشله، وإعادة الصلاحيات إلى هادي. هذه التصريحات تعكس صراعاً متنامياً داخل فصائل التحالف، حيث يسعى حزب الإصلاح إلى استعادة نفوذه بعد أن جرى تحجيمه من قبل السعودية والإمارات.
لكن السؤال الأهم: هل يملك حزب الإصلاح القدرة على تنفيذ هذه الخطوة؟ فمع تراجع سيطرته العسكرية على الأرض، وخسارته لنفوذه في مأرب، بات الحزب في وضع ضعيف، كما أن الرياض وأبوظبي لن تسمحا بعودة هادي، الذي انتهى دوره بالنسبة لهما.
التصعيد ضد صنعاء.. تنفيذ لأجندة إسرائيلية أمريكية؟
هذه الدعوات تأتي في سياق تصعيد عسكري ضد قوات صنعاء، وسط تحركات إسرائيلية أمريكية لدفع الفصائل الموالية للتحالف إلى فتح جبهات جديدة، بعد فشل الغارات الجوية في إضعاف صنعاء أو وقف عملياتها ضد الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر. وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أعلن صراحة أن تل أبيب ستعتمد على الفصائل اليمنية الموالية للسعودية والإمارات لضرب قوات صنعاء من الداخل، بعد أن أثبتت الهجمات الإسرائيلية والأمريكية عدم فعاليتها في كسر صمود اليمنيين.
وبالتالي، فإن دعوات التمرد داخل المعسكر الموالي للتحالف قد لا تكون سوى محاولة لخلط الأوراق في الداخل، بينما يبقى الهدف الأساسي لهذه الفصائل تنفيذ الأجندة الأمريكية والإسرائيلية عبر استهداف صنعاء، حتى لو كان ذلك على حساب صراعات داخلية بين أجنحة المرتزقة المدعومين من الرياض وأبوظبي.
النتيجة: صراعات داخلية تضعف التحالف وتخدم صنعاء
في ظل هذه التطورات، يظهر أن التحالف السعودي الإماراتي يواجه أزمة داخلية عميقة، حيث تتصارع فصائله على السلطة والنفوذ، بينما تستفيد صنعاء من هذه الانقسامات لتعزيز موقفها العسكري والسياسي. ومع تصاعد التصعيد العسكري في مأرب والمناطق الأخرى، قد تكون هذه الخلافات مقدمة لانهيار أكبر في صفوف الفصائل الموالية للتحالف، ما يعزز فرص صنعاء في حسم المعركة لصالحها.