إدارة ترامب تعترف بالعجز أمام صنعاء.. تصريحات مثيرة لمستشار الأمن القومي بشأن “الحوثيين”
واشنطن – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في اعتراف جديد بعجزها عن مواجهة الضربات اليمنية في البحر الأحمر والتي توقفت أساساً وفقاً لشروط صنعاء، طالبت إدارة ترامب الثانية حلفاءها الأوروبيين بالمشاركة في الرد على هجمات القوات اليمنية، في تأكيد واضح أن واشنطن ترامب لم تعد قادرة على تحمل الضغوط والتكاليف العسكرية وحدها كما كان هو الحال مع واشنطن بايدن.
تهرب أمريكي مستمر
مستشار الأمن القومي الأمريكي التابع لترامب، مايكل وولتز، قال في مقابلة له على قناة “فوكس نيوز” الأمريكية اليوم، ورصدها وترجمها “المساء برس”، “الرد على هجمات “الحوثيون” لا ينبغي أن يكون أمريكيًا فقط، ونطالب حلفاءنا الأوروبيين بزيادة جهودهم في مواجهة هذه الهجمات”، إذ لم يتحدث عن تصعيد مباشر أو رد أمريكي منفرد، بل شدد على ضرورة أن يتحمل الأوروبيون نصيبهم من المواجهة، وهو ما يعكس بوضوح أن الإدارة الأمريكية الجديدة تدرك أن ضربات صنعاء باتت أكثر تعقيدًا وفعالية، وأن واشنطن الآن لن تحقق أي نتائج مختلفة عمّا كان الحال عليه في عهد بايدن، رغم كل محاولاتها العسكرية والإعلامية لردع القوات اليمنية.
ترامب وبايدن.. سياسة واحدة وعجز مشترك
ورغم أن الخطاب الأمريكي تغير شكليًا مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، إلا أن الواقع يؤكد أن الإدارة الجديدة تسير على نفس المسار الذي انتهجته إدارة بايدن، وهو اللجوء للبحث عن شركاء جدد لتقاسم الفشل والهزيمة في البحر الأحمر.
هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها أمريكا الهروب من المواجهة المباشرة، فبايدن سبق أن لجأ إلى تحالف بحري دولي لم ينجح في وقف الهجمات اليمنية التي قطعت الشحن الإسرائيلي نهائيا من البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، واليوم يأتي ترامب عبر أبرز مسؤوليه ليكرر نفس السيناريو، بحثًا عن دعم أوروبي يعوض الانهيار الأمريكي في المنطقة.
النتيجة: واشنطن في مأزق
الضربات اليمنية أرغمت أمريكا بإدارتها السابقة على الاعتراف بعدم قدرتها على التصعيد العسكري منفردة، فيما الإدارة الجديدة التي يقودها ترامب والتي كانت تهدد وترعد بأنها لن تتهاون مع التحولات التي فرضتها اليمن في المنطقة دعماً وإسناداً للشعب والمقاومة الفلسطينية في غزة بوجه العدوان وحرب الإبادة الإسرائيلية، هذه الإدارة وعلى لسان مستشار الأمن القومي تعترف بالفشل وتبرر لهذا الفشل بتكرار نفس الخطاب السابق وهو خطاب الهروب إلى رمي المسؤولية على الدول الأوروبية، وهو ما يفتح الباب أمام مزيد من التراجع الأمريكي في المنطقة، ويؤكد أن معادلات القوة تغيرت، وأن صنعاء باتت قادرة على فرض إرادتها وإجبار واشنطن بإدارتها الجديدة على البحث عن مخارج أخرى غير المواجهة المباشرة.
صدمة لأدوات التحالف السعودي
ويرى مراقبون إن التصريح الأمريكي بعدم القدرة على مواجهة اليمن ومحاولة رمي المسؤولية على الدول الأوروبية سيصدم الأدوات اليمنية التابعة للتحالف السعودي الإماراتي التي ظلت تعوّل كثيراً على ترامب بأن يقدم لها الدعم المالي والعسكري من أجل استئناف المعركة ضد الجيش اليمني التابع لحكومة صنعاء وصولاً للقضاء على حركة أنصار الله التي اتخذت قراراً تاريخياً لإسناد غزة عسكرياً رغم البعد الجغرافي في سياق دعمها للقضية الفلسطينية والذي تُرجم على شكل فرض حصار على الملاحة الإسرائيلية من البحر الأحمر وهو الأمر الذي اعتبرته أدوات التحالف السعودي الإماراتي بأنه أعمال إرهابية تستهدف الملاحة الدولية وأن الهجمات اليمنية التي استهدفت عمق الاحتلال الإسرائيلي بأنها أعمال رهابية عابرة للحدود كما وصفها اليوم عيدروس الزبيدي في كلمته التي ألقاها عبر دائرة تلفزيونية في “مؤتمر الاتحاد من أجل التسامح ومكافحة التطرف” في جنيف.