رسالة أسير إسرائيلي تثير جدلاً داخل الاحتلال.. ضربة جديدة لإسرائيل من خارج المقاومة

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الأحد، رسالة وجهها أحد الأسرى الإسرائيليين مزدوجي الجنسية الذين تم الإفراج عنهم ضمن المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى، والتي أثارت ردود فعل متباينة داخل إسرائيل.

تفاصيل الرسالة

بحسب بيان كتائب القسام، فإن الرسالة كتبها الأسير الإسرائيلي الأمريكي كيث سيغال، الذي أفرج عنه يوم أمس السبت، حيث عبّر فيها عن امتنانه لمقاتلي القسام على حسن معاملتهم له طوال فترة أسره.

وذكر سيغال في رسالته أن مقاتلي القسام حرصوا على تلبية كافة احتياجاته، بما في ذلك توفير الطعام والشراب والأدوية والفيتامينات، بالإضافة إلى رعاية طبية خاصة تضمنت طبيبًا لمتابعة حالته الصحية عند شعوره بالتعب. كما أكد أن القسام وفروا له غذاءً يتناسب مع احتياجاته الصحية، حيث تمت الاستجابة لطلبه بالحصول على طعام نباتي وخالٍ من الزيوت.

غضب إسرائيلي من الرسالة

أثارت هذه الرسالة غضبًا واسعًا في الأوساط الإسرائيلية، حيث اعتبرها الإعلام العبري دعاية لصالح القسام تهدف إلى تحسين صورتها أمام الرأي العام الدولي، خاصة في ظل التقارير التي تؤكد أن حكومة الاحتلال تخلت عن جنودها الأسرى وتركتهم تحت رحمة المقاومة.

كما رأى محللون إسرائيليون أن توقيت نشر الرسالة يؤثر على معنويات المجتمع الإسرائيلي، خاصة بعد مشاهد الاستعراضات العسكرية التي رافقت إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة، والتي عززت صورة النصر لدى المقاومة الفلسطينية وأحرجت القيادة الإسرائيلية.

الحرب النفسية والمقاومة

تأتي هذه التطورات في سياق تصاعد الحرب النفسية بين المقاومة وإسرائيل، حيث نجحت كتائب القسام مرارًا في إدارة الملف الإعلامي بشكل مؤثر، سواء من خلال نشر مشاهد الأسرى الإسرائيليين، أو عرض عملياتها العسكرية التي شكلت مفاجأة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية.

وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان محطات سابقة، مثل:

صفقة وفاء الأحرار (2011)، التي كشفت فشل الاحتلال في استعادة جلعاد شاليط بالقوة واضطراره للتفاوض وفق شروط المقاومة.

عملية طوفان الأقصى (7 أكتوبر 2023)، التي شكلت ضربة غير مسبوقة للجيش الإسرائيلي، حيث تمكنت المقاومة من أسر العشرات من الجنود والمستوطنين.

صفقة التبادل الأخيرة، التي حاول الاحتلال الترويج لها كإنجاز، لكن مشاهد استقبال الأسرى المحررين في غزة بأسلوب استعراضي عززت من صورة انتصار المقاومة.

الرسالة كدليل على إخفاق إسرائيل

ويعتبر مراقبون نشر كتائب القسام لرسالة سيغال جزءًا من استراتيجية تستهدف إبراز فشل القيادة الإسرائيلية في التعامل مع ملف الأسرى، حيث بات واضحًا أن حكومة الاحتلال عاجزة عن استعادة أسراها بالقوة، وتمرير رواياتها الكاذبة بشأن أسراها لدى المقاومة الفلسطينية مما يعزز الضغط الداخلي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المتهم بالفشل في إدارة الأزمة مع حماس.

وفي ظل هذه المستجدات، يبقى السؤال الأهم: هل ستدفع هذه الضغوط إسرائيل إلى تقديم تنازلات إضافية في أي صفقة تبادل مستقبلية؟

قد يعجبك ايضا