تصاعد الصراع على النفط جنوب اليمن يدفع أطراف التحالف السعودي لاستخدام التنظيمات الإرهابية

أبين – المساء برس|

في تصعيد أمني خطير، تعرض أحد مواقع اللواء الثاني دعم وإسناد التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات لهجوم مسلح فجر اليوم، في وادي عومران شرقي مديرية مودية بمحافظة أبين، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف عناصر اللواء، قبل أن ينسحب المهاجمون.

وأفادت مصادر محلية أن المهاجمين يُعتقد أنهم من عناصر تنظيم القاعدة، الذي سبق أن قاتل إلى جانب التحالف السعودي الإماراتي ضد قوات صنعاء.

فشل عمليات الانتقالي وعودة الجماعات الإرهابية

هذا الهجوم يؤكد صحة التوقعات التي طرحها مراقبون ومحللون منذ أكثر من عامين، بشأن فشل العمليات العسكرية التي نفذها المجلس الانتقالي الجنوبي تحت مسمى “سهام الشرق” و”سيوف حوس”. ورغم الدعاية التي رافقت تلك العمليات، إلا أن الجماعات الإرهابية لا تزال قادرة على تنفيذ هجمات مباغتة ضد قوات الانتقالي في أبين ومحيطها.

ويأتي تصاعد نشاط التنظيمات الإرهابية، وخاصة الموالية للسعودية، في توقيت حساس، حيث تزايدت مؤخرًا الخلافات بين المسؤولين في حكومة العليمي الموالية للتحالف، وعلى رأسهم رشاد العليمي، وأحمد عوض بن مبارك، وعيدروس الزبيدي. ويعتقد مراقبون أن هذه التطورات قد تكون مرتبطة بصراع النفوذ على الثروات في جنوب اليمن، وسط محاولات أطراف عدة استخدام الجماعات الإرهابية كورقة ضغط ضد الانتقالي والقوات الموالية للإمارات.

الانفلات الأمني يفاقم أزمات الجنوب

الهجوم الأخير في وادي عومران ليس حادثًا معزولًا، بل يأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات والتفجيرات والاغتيالات التي تشهدها المحافظات الجنوبية، والتي تعكس حالة الانفلات الأمني والفوضى التي تعيشها مناطق سيطرة التحالف السعودي الإماراتي.

ويحذر مراقبون من أن استمرار هذه العمليات يشير إلى عودة الجماعات المتطرفة إلى المشهد، مستغلة الصراعات الداخلية بين الفصائل المتناحرة الموالية للتحالف. كما يُطرح تساؤل كبير حول مدى قدرة قوات الانتقالي على فرض السيطرة والاستقرار في الجنوب، في ظل التصدعات التي تعانيها صفوفها، والانقسامات المتزايدة بين القيادات الموالية لأبوظبي والرياض.

ويبقى المشهد الأمني في الجنوب مفتوحًا على مزيد من التصعيد والتوتر، مع عودة النشاط الإرهابي واشتداد صراعات القوى الموالية للتحالف على تقاسم النفوذ والثروات، مما يعزز الفوضى ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من عدم الاستقرار في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف.

قد يعجبك ايضا