اشتباكات قبلية داخل مستشفى لودر تكشف الفوضى الأمنية في مناطق سيطرة التحالف

أبين – المساء برس|

شهد مستشفى لودر بمحافظة أبين جنوب اليمن اشتباكات مسلحة دامية بين قبائل متناحرة قبل أيام، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا وإثارة حالة من الذعر بين المرضى والطواقم الطبية، وسط غياب تام للأجهزة الأمنية التابعة للتحالف السعودي الإماراتي.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق المواجهات العنيفة التي دارت داخل حرم المستشفى، في مشهد يعكس حجم الفوضى الأمنية والانهيار الذي تعيشه المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية للتحالف.

وأعلنت إدارة مستشفى لودر تعليق العمل احتجاجًا على الاقتحام المسلح، مؤكدة أن استمرار هذه الانتهاكات يعرض حياة المرضى والكوادر الطبية للخطر، في ظل غياب أي ضمانات أمنية تمنع تكرار مثل هذه الحوادث.

أين الأجهزة الأمنية التابعة للتحالف؟

الاشتباكات التي استمرت لأكثر من عشر دقائق دون تدخل أي جهة أمنية تثير تساؤلات ملحّة حول دور قوات الأمن العام، والأحزمة الأمنية، وقوات الدعم والإسناد التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، والتي تتلقى دعمًا مباشرًا من الإمارات والسعودية، ولماذا لم تتحرك هذه القوات لحماية المستشفى ومنع حمل السلاح داخله؟، ولماذا لم يتم التدخل لإيقاف الاشتباكات وإنقاذ حياة الأبرياء؟.

هذه الحادثة ليست الأولى التي تشهدها المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف، حيث أصبحت المستشفيات، والمؤسسات العامة، وحتى الأسواق، ساحات صراع مسلح بين القبائل والفصائل الموالية للتحالف، في ظل غياب أي سلطة فعلية قادرة على فرض الأمن والنظام.

انعكاس للفوضى الأمنية في الجنوب

تكرار مثل هذه الحوادث يعكس الفشل الذريع لقوات التحالف في فرض الاستقرار وإدارة الملف الأمني، حيث أصبحت مدن الجنوب تعيش في دوامة من الانفلات الأمني والاقتتال القبلي والصراعات المسلحة بين الفصائل المتناحرة على النفوذ.

ويرى مراقبون أن غياب الأجهزة الأمنية عن المشهد ليس صدفة، بل يعكس حالة التواطؤ والانقسام داخل الفصائل الموالية للتحالف، التي باتت منشغلة بصراعاتها على الثروات والسلطة، بينما يدفع المواطنون ثمن الفوضى الأمنية في حياتهم اليومية.

وتثير حادثة الاشتباكات داخل مستشفى لودر تساؤلات خطيرة حول مستقبل الأمن في الجنوب، في ظل فشل الأدوات المحلية للتحالف في بسط السيطرة، وغياب أي رؤية حقيقية لمعالجة الأوضاع. ويبقى السؤال الأهم: إلى متى ستظل الفوضى هي السمة السائدة في مناطق سيطرة التحالف؟

قد يعجبك ايضا