قوات حماس (القسام) توجه ضربة جديدة لإسرائيل بالكشف عن عدم فراغ هرمها القيادي العسكري
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
بعد أكثر من أسبوعين على إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أعلن الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، أبو عبيدة، في بيان مصور مساء اليوم، أسماء عدد من القادة البارزين في الكتائب الذين استشهدوا خلال معركة طوفان الأقصى.
استشهاد قيادات بارزة
وأكد أبو عبيدة استشهاد قائد هيئة الأركان محمد الضيف (أبو خالد) ونائبه مروان عيسى (أبو البراء)، إلى جانب قادة أركان رئيسيين، منهم:
غازي أبو طماعة (أبو موسى) – قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية.
رائد ثابت (أبو محمد) – قائد ركن القوى البشرية.
أيمن نوفل (أبو أحمد) – قائد لواء الوسطى.
رافع سلامة (أبو محمد) – قائد لواء خان يونس.
أحمد الغندور (أبو أنس) – قائد لواء الشمال.
استمرار القيادة دون فراغ
وفي خطابه، شدد أبو عبيدة على أن كتائب القسام لم تعانِ من أي فراغ قيادي، حتى بعد استشهاد هذه القيادات الكبيرة، مؤكداً أن من تسلموا مواقع القيادة بعدهم كانوا أشد بأسًا وأكثر عزيمة، ولم يؤثر ذلك على سير المعركة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
كما أوضح أن القادة استشهدوا أثناء تأدية واجبهم الجهادي، سواء في غرف عمليات القيادة، أو في الاشتباكات المباشرة مع قوات العدو، أو أثناء تفقدهم للمقاتلين في الميدان.
دلالات الإعلان وتبعاته
يأتي هذا الإعلان بعد أسابيع من انتهاء العدوان الإسرائيلي، ليؤكد قدرة المقاومة الفلسطينية على تجاوز خسائرها القيادية وإعادة ترتيب صفوفها بسرعة كبيرة جداً.
ويعكس هذا الإعلان نجاح المقاومة في إبقاء الاحتلال في حالة من الضبابية طيلة الأشهر الماضية حول مصير قادتها، حيث سبق للاحتلال الادعاء مرارًا باغتيال بعضهم دون تقديم أي دليل واضح، بل إن الاحتلال أعلن مقتل العديد من قيادات القسام وبعد وقف طلاق النار ظهرت هذه القيادات وهي تتفقد الأوضاع في غزة وتشارك في ترتيبات عودة النازحين إلى مدنهم ومناطقهم السكنية، كما هو الحال مع القائد الذي أعلنت إسرائيل عن اغتياله ثم تبيّن لاحقًا أنه لا يزال على قيد الحياة، حسين فياض، قائد كتيبة بيت حانون في كتائب القسام.
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال قد زعم في مايو 2024 أن قوات من الفرقة 98 ووحدات خاصة، بما في ذلك وحدة “يهالوم وسلاح الجو الإسرائيلي”، تمكنت من تصفيته داخل نفق في بيت حانون. إلا أنه وبعد وقف إطلاق النار في غزة ظهر فياض وهو يتجول في بيت حانون، الأمر الذي دفع مسؤولين ومهتمين من الداخل الإسرائيلي إلى انتقاد ومهاجمة جيش الاحتلال وحكومتهم بقيادة نتنياهو بسبب خداع المستوطنين الإسرائيليين وتقديم معلومات غير حقيقية لهم عن ما يحدث في غزة، وكان المؤرخ الإسرائيلي أور فيالكوف علق على ظهور القائد حسين فياض بعد علان الاحتلال تصفيته بالقول إن ذلك بأن يشكّل فضيحة استخباراتية وعسكرية لإسرائيل، ويظهر فشلها في تحقيق أهدافها المعلنة خلال الحرب على غزة.
معركة نفسية ضد الاحتلال
تكشف هذه التطورات عن استمرار المقاومة الفلسطينية في توجيه ضربات نفسية للعدو بسبب الإعلان عن تعافي الهرم القيادي العسكري لحماس وهو ما يجعل عدوان الاحتلال على غزة طوال ١٥ شهراً مضت مجرد عبث وإهلاك جيش الاحتلال والتسبب بمقتل المئات من جنوده وضباطه في غزة دون أي فائدة وهذه تعتبر أكبر حرب نفسية ضد الاحتلال وضد حكومة نتنياهو المتطرفة.
هذه الحرب النفسية التي تمارسها المقاومة بجدارة ضد الاحتلال الإسرائيلي في غزة ليست الأولى منذ وقف إطلاق النار، حيث ظهر سابقًا هذا النموذج عندما أحرجت المقومة إسرائيل عبر “صورة النصر” التي قدمتها خلال عملية تبادل الأسرى، حيث نظمت حماس والجهاد الإسلامي مراسم استعراضية نقلت صورة التفوق والسيطرة خلال تسليم الدفعتين الأولى والثانية من أسيرات الاحتلال.
هذه الحرب النفسية تأتي أيضاً في سياق الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي الذي سبق أن أشار إليه المؤرخ أور فيالكوف، عندما كشف أن قادة ميدانيين مثل حسين فياض، الذين زعمت إسرائيل اغتيالهم، ظلوا أحياءً ويقودون العمليات على الأرض.
كما يرتبط هذا الإعلان اليوم عن تعافي هرم القيادة العسكرية للمقاومة لحظة بلحظة مع استشهاد بعض قادتها، بما كشفته تقارير أمريكية عن دور شركات التكنولوجيا الكبرى مثل غوغل في دعم الاحتلال الإسرائيلي بأنظمة ذكاء اصطناعي لمساعدتها في استهداف قادة المقاومة، وهو ما يسلط الضوء على إخفاق الاحتلال حتى مع اعتماده على التقنيات الحديثة لتحديد أماكن قادة القسام وتصفيتهم.
استمرارية القيادة لدى (القسام)
يؤكد إعلان حماس عن استشهاد قادتها على مدى تعقيد المعركة التي خاضتها المقاومة، لكنه أيضًا يبعث برسالة واضحة بأن بنيتها العسكرية لم تتأثر بشكل يعطل قدراتها، بل إنها مستمرة في قيادة الصراع ضد الاحتلال بذات الفاعلية، إن لم يكن أكثر.