وفاة معلم على رصيف مستشفى بتعز لعدم علاجه.. حادثة تكشف وحشية التحالف وحكومته جنوب اليمن

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

توفي المعلم علي السرح، الإثنين، على رصيف مجاور للمستشفى الجمهوري في مدينة تعز، التي تسيطر عليها ميليشيا حزب الإصلاح، بعد أن تم إخراجه من قسم القلب لعدم قدرته على دفع تكاليف العملية الجراحية التي كان بحاجة إليها. ووفقاً لمصادر محلية، لفظ السرح أنفاسه الأخيرة أمام المستشفى بعد أن تخلى عنه النظام الصحي، في حادثة أثارت موجة غضب واستياء واسع في المدينة.

ردود فعل غاضبة

ناشطون نشروا صوراً مروعة تظهر جثة المعلم ملقاة على الرصيف، وهو ما أدى إلى تصاعد المطالب الشعبية بمحاسبة إدارة المستشفى والسلطات المحلية التابعة لحكومة التحالف السعودي الإماراتي. واتهم الأهالي حكومة التحالف بالتقصير، مؤكدين أن هذه الحادثة تعكس الوضع المعيشي المتدهور والفقر المدقع الذي يعاني منه المعلمون وسكان المدينة.

انهيار الخدمات في ظل سلطة التحالف

الحادثة ليست استثناءً، بل تعكس أزمة شاملة في مناطق سيطرة التحالف السعودي الإماراتي، حيث تتفاقم معاناة المواطنين بسبب انهيار الخدمات الأساسية وانتشار الفساد. ففي عدن، العاصمة المؤقتة، تتصاعد أزمة الكهرباء مع خروج المحطات الرئيسية عن الخدمة نتيجة نفاد الوقود، ما دفع مؤسسة كهرباء عدن لتجديد استغاثاتها لحكومة التحالف، دون جدوى.

وفي شبوة والمهرة، تم الكشف عن صفقات مشبوهة لنهب الثروات النفطية والمعدنية عبر عقود امتياز طويلة الأمد مع شركات إماراتية، ما أثار حراكاً شعبياً واسعاً رفضاً لانتهاك السيادة الوطنية.

تدهور الوضع الاقتصادي

الوضع الاقتصادي في مناطق سيطرة التحالف يشهد انهياراً غير مسبوق، حيث كشفت تقارير عن فساد مالي يتجاوز 1.9 مليار دولار في قطاعات حكومية متعددة. ومع غياب الرقابة وانتشار المحسوبية، يعيش المواطنون تحت وطأة ارتفاع الأسعار وانعدام الخدمات، بينما تستمر حكومة التحالف المنفية بقيادة رشاد العليمي وأحمد عوض بن مبارك في عقد صفقات تهدف إلى استغلال الموارد بدلاً من تحسين معيشة المواطنين.

نموذج مغاير في صنعاء

على النقيض، تواصل سلطة صنعاء إدارة مواردها المتاحة لتعزيز الاقتصاد المحلي، رغم الحصار المفروض عليها. وتمكنت مؤخراً من توقيع اتفاقيات لدعم المنتج المحلي وتحقيق شراكات بين القطاعين العام والخاص، في خطوات تهدف إلى تخفيف العبء عن المواطنين وتعزيز الاقتصاد الوطني، ورغم الحصار المفروض عليها وانعدام الموارد الرئيسية التي كانت الدولة تدفع منها فاتورة المرتبات بدأت صنعاء تسليم نصف راتب شهرياً لكافة موظفي الدولة بمناطق سيطرتها.

وفي الوقت الذي أدت سياسات التحالف وحكومته المالية والاقتصادية إلى انهيار الوضع المادي جنوب اليمن وانهيار مروع للعملة المحلية وانقطاع مرتبات موظفيها بمنااطق سيطرتها بما في ذلك المعلمين في تعز، قدمت صنعاء عرضاً لحكومة عدن التابعة للتحالف من أجل حل أزمة مرتبات معلمي تعز إلا أنها لم تتجاوب مع هذا العرض ولم تلتزم بسداد مرتبات معلمي تعز .

وفاة المعلم “علي السرح” أمام مستشفى بتعز ليست مجرد حادثة فردية، بل تمثل رمزاً للمعاناة التي يعيشها أبناء اليمن في مناطق سيطرة التحالف السعودي الإماراتي. مع استمرار الفساد وانهيار الخدمات، تتزايد الدعوات الشعبية لمحاسبة المسؤولين ووقف السياسات التي تنهب موارد البلاد وتعمق معاناة المواطنين.

قد يعجبك ايضا