عصا “ابو ابراهيم” وعصا ترامب

د. محمد المعموري – وما يسطرون|

شتان ما بين “عصا” ابو ابراهيم و”عصا” ترامب، عصا ابو ابراهيم كانت تتجول وهي ممسوكة بيد مقاتل غايته تحرير بلده وامله ان ينعم بأمن وسلام كما تنعم بلاد الدنيا فيضمن لأبناء بلده واطفالهم مستقبلا بلا احتلال ولا قتال ولا كل القصة التي مرت عليه منذ طفولته مرورا بالصبا حتى الشباب، فلا يريد لفلسطيني ان يسجن لأنه فقط يحب وطنه كما هو ذاق اشد العذاب ولم يتمنى ان تكون ارضه مستباحه والقنابل تهدد الأحياء وتقتل العجائز والاطفال ويعتقل بين حين وحين شبابهم لأي امر يصدر منهم من هنا وهناك، ولكي يكون في البلد بستان للأمل وبستان للمستقبل في حياة كريمة لا يهدد بها احد، لذا كان ابو ابراهيم يتجول بين ركام غزة بعصاه الطويلة وخطاه الرشيقة ولا يحمل معه سوى رشاش ويحمي صدره بصف الرصاص، هكذا كان ابو ابراهيم وليس كما كانوا يقولون كانوا يقولون انه وضع اسرى الطوفان حوله فجلس في الانفاق وترك شعبه يواجه القذائف والصواريخ وكل ما تم استخدامه لقتل الحياة، ولكنهم خابوا فان ابو ابراهيم لم يكن جبانا ليحتمي تحت الانفاق ولم يكن خائفا ليتخذ من الاسرى المحتجزين عندهم درعا ضد الة عدوه يوم القتال، كان بطلا يمشي في الطرقات بين ابطاله ليزيد العزم ويقوي الهمم وكان يرشد عصاه لتكون دليلا لقوته فانحت تلك العصا لتبجل شجاعته وتحتمي بيده ولتكون شاهدا على يد لم تترك السلام وقد منحت نفسها شهيدا في ارضها يعلو بعلو الجبال ولن تكن يد ابو ابراهيم الا على الزناد فأستشهد واقفا امام الرصاص لتحكي لنا بعده تلك العصا قصة اسطورة منح نفسه فداء لوطنه وليكتب التاريخ ما يكتبه عن بطل كان يتنقل ليلا ونهارا في شوارع تسقط عليها قنابل الاعداء كالمطر من السماء، كأن الموت يستأذنه خجلا منه وهو يقترب منه ليرتقي شهيدا في السماء.

عصا ابو ابراهيم لم تكن عصا انما كانت شاهد على بطولة بطل خاض معارك العز والكرامة من اجل ان تبقى فلسطين عربية، ولا يستعجل من يستعجل على نتائج تلك الحرب مالم ينظر الى ما خلفته ورائها من ابطال احتفت بهم ارض غزة وكأنهم لم يكونوا تحت وطأة حرب ابادة للبشر والحجر والشجر بل هي حرب ضد الانسانية ضد التمدن ضد الحياة.

اما عصا ترامب فقد رفعت منذ 20/1/2025 في اول دقائق تنصيبه رئيسا للولايات الامريكية المتحدة رفعها على كل من يحاول ان يعصي امره وعلى كل من لا ينفذ قراره وعلى كل من لا يمشي بمسيرته الا على شعب فلسطين فانهم يمتلكون عصا ابو ابراهيم .

وشتان ما بينما فإحداهما تدل على الحرية والتضحية والاخرى تدل على العصى لمن عصى …

قد يعجبك ايضا