في كلمته التي تطرق فيها للمستجدات الإقليمية.. ماذا يعني تجاهل الحوثي لقرار ترامب تصنيف أنصار الله؟
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
ألقى قائد حركة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، كلمة يوم الأحد في ذكرى مؤسس الحركة حسين بدر الدين الحوثي، تناول فيها المستجدات السياسية والعسكرية، مع تجاهله قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة تصنيف الحركة كمنظمة إرهابية أجنبية.
التأكيد على دعم غزة ومراقبة الهدنة
في خطابه، شدد الحوثي على أن قواتهم تتابع عن كثب مستوى الالتزام بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيراً إلى استمرار التنسيق مع الفصائل الفلسطينية. كما أكد استعداد قوات أنصار الله للتدخل عسكرياً في حال انهيار الهدنة وارتكاب الجيش الإسرائيلي المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
تجاهل قرار ترامب
جاء خطاب السيد الحوثي متجاهلاً تماماً قرار الرئيس الأمريكي بإدراج حركة أنصار الله ضمن لائحة الإرهاب، مما يعكس عدم اكتراث صنعاء بهذا التصنيف. ويرى مراقبون أن هذا الموقف يعكس ثقة صنعاء بقدرتها على مواجهة الضغوط الأمريكية ومواصلة سياساتها المستقلة في المنطقة.
تهديدات صنعاء بالتصعيد
ألمح الحوثي في خطابه إلى احتمال لجوء صنعاء للخيار العسكري إذا ما استمرت التدخلات الخارجية التي تستهدف الاقتصاد اليمني أو تزيد من معاناة المواطنين. وأكد أن أي تصعيد اقتصادي أو عسكري ضد اليمن سيقابل برد قاسٍ من قبل قوات صنعاء.
خلفية القرار الأمريكي
قرار إدارة ترامب بإعادة تصنيف أنصار الله كمنظمة إرهابية أجنبية أثار انتقادات واسعة. واعتبرته جهات دولية، مثل منظمة أوكسفام، خطوة تزيد من معاناة الشعب اليمني وتفاقم الأزمة الإنسانية. كما أشار مراقبون إلى أن القرار يأتي في سياق محاولات أمريكية لدعم التحالف السعودي-الإماراتي وتقييد القوى المناهضة لإسرائيل، خاصة بعد تنامي الدعم اليمني للمقاومة الفلسطينية والذي وصل في معركة طوفان الأقصى للدعم العسكري المباشر وفرض الحصار البحري على الاحتلال.
الدعم اليمني للمقاومة الفلسطينية
لم يخفِ الحوثي في خطابه استمرار الدعم العسكري والسياسي للمقاومة الفلسطينية، مما يعكس توجه صنعاء لتوظيف قدراتها العسكرية في خدمة القضايا الإقليمية، خاصة القضية الفلسطينية. وقد أشاد العديد من الأطراف، بما في ذلك حركة حماس وحزب الله، بالدور اليمني في دعم غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير.
السياق الإقليمي والدولي
ويؤكد مراقبون أن التجاهل اليمني لقرار ترامب يعكس ثقة صنعاء بقدرتها على فرض معادلات جديدة في المنطقة، خاصة مع وجود تنسيق بين الفصائل الفلسطينية وقوات صنعاء. يأتي هذا في وقت تسعى فيه الإمارات لتعزيز نفوذها الإقليمي من خلال دعم التطبيع السعودي-الإسرائيلي، بينما تواجه السعودية تحديات كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي، مع احتمالية تصعيد عسكري جديد في اليمن بتشجيع من أبوظبي وواشنطن، ما يعني أن قرار ترامب لن يقدم أو يأخر في موقف صنعاء.
وفي إطار هذا السياق الإقليمي، يؤكد خطاب زعيم أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي أن صنعاء ماضية في سياستها المستقلة، متجاهلة الضغوط الأمريكية والدولية، مع التركيز على دعم المقاومة الفلسطينية والتصدي لأي تهديدات تمس اليمن وشعبه.