الإمارات تسعى لقيادة التطبيع السعودي-الإسرائيلي وتحدد ثمنه عبر التصعيد في اليمن

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

تواصل الإمارات العربية المتحدة مساعيها لتعزيز نفوذها الإقليمي عبر لعب دور رئيسي في مشروع التطبيع بين السعودية وإسرائيل، مقدمة نفسها كعراب لهذا المسار. وتعمل أبوظبي على استغلال الضغوط الأمريكية على الرياض لفرض شروطها، التي تتضمن التصعيد العسكري في اليمن كوسيلة لتحقيق أهدافها.

الإمارات كلاعب رئيسي في التطبيع

تشير تقارير إلى أن الإمارات تسعى لتقديم نفسها كمستشار لإسرائيل في مسار التطبيع، مستغلة علاقتها الوثيقة بتل أبيب التي عززتها باتفاقيات “أبراهام”. ويرى محللون أن أبوظبي تسعى لخلق واقع جديد تكون فيه صاحبة القرار النهائي في المنطقة، خصوصاً في ظل الدعم الأمريكي القوي لمثل هذه التحركات.

الدرس السعودي من حرب اليمن وضغوط ترامب

في ظل تصاعد الحديث عن التطبيع، تواجه السعودية ضغوطاً أمريكية كبيرة، خاصة مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروف بتوجهاته المؤيدة لإسرائيل. ومع ذلك، يثير مراقبون تساؤلات حول ما إذا كانت الرياض قد استوعبت دروس حرب اليمن، التي كلفتها خسائر سياسية واقتصادية كبيرة.

عودة ترامب قد تدفع السعودية لاتخاذ قرارات متهورة تُعيدها إلى دائرة التصعيد في اليمن، رغم رغبتها الظاهرة في التهدئة. لكن الإمارات ترى في هذا التصعيد فرصة ذهبية لتحصيل مكاسب استراتيجية في المنطقة، بما في ذلك ضمان تحالف أقوى مع إسرائيل.

موقف صنعاء واستعدادها للمواجهة

في المقابل، تراقب صنعاء هذه التحركات عن كثب، مؤكدة استعدادها لأي سيناريو مستقبلي. وتحذر السلطة في صنعاء من أن أي تصعيد عسكري جديد في اليمن، سواء بدفع من الإمارات أو السعودية، سيحول المنطقة إلى ساحة مواجهات طويلة الأمد.

وقد أكدت مصادر متعددة أن صنعاء أثبتت قدرتها على تغيير المعادلات الميدانية، وهو ما يشكل عقبة أمام أي تحالفات جديدة تسعى الإمارات لتشكيلها في المنطقة.

الإمارات وطموحها الجيوسياسي

تأتي هذه التطورات في سياق خطوات أمريكية واضحة لدعم الحلفاء الإقليميين لإسرائيل، بما في ذلك تصنيف حركة أنصار الله كمنظمة إرهابية، وهو ما لاقى إدانة واسعة من جهات عديدة، منها حزب الله وحماس، باعتباره محاولة لإضعاف القوى الداعمة للمقاومة الفلسطينية.

كما أن السياسة الإماراتية في اليمن لطالما أثارت جدلاً واسعاً، حيث تسعى أبوظبي لتحقيق مكاسب جيوسياسية على حساب معاناة الشعب اليمني، وفق تقارير دولية أكدت أن التصعيد العسكري تسبب في أزمة إنسانية غير مسبوقة.

لعبة خطرة على الرياض قبل الإمارات

محاولات الإمارات لعب دور العراب في التطبيع السعودي-الإسرائيلي تُظهر رغبتها في تعزيز مكانتها كلاعب إقليمي رئيسي، مستغلة الضغوط الأمريكية واستغلال اليمن كأداة ضغط. ومع ذلك، يبقى الموقف السعودي غير واضح، بين رغبة في التهدئة وضغوط تدفع نحو التصعيد، في حين تستعد صنعاء للتعامل مع أي تطورات قد تعيد المنطقة إلى حالة عدم الاستقرار.

قد يعجبك ايضا