حزب الله يدين تصنيف أمريكا لأنصار الله ويعتبره اعتداءً على الشعب اليمني

بيروت – المساء برس|

أدان حزب الله، اليوم السبت، قيام الإدارة الأمريكية بإعادة إدراج حركة أنصار الله ضمن ما يُسمّى “لوائح الإرهاب”، واصفاً التصنيف بأنه “ظالم واعتداء مباشر على الشعب اليمني”.

موقف حزب الله من القرار الأمريكي

وقال حزب الله في بيان: “نعتبر أن الحكومات الأمريكية المتعاقبة، التي مارست وما زالت تمارس الإرهاب ضد شعوب أمّتنا وتدعم الكيان الصهيوني، هي أولى بالإدراج على لوائح الإرهاب”.

وأكد البيان أن “القرار الأمريكي يأتي في سياق دعم كيان العدو ولن يثني اليمن عن مواصلة دعمه للشعب الفلسطيني ومواجهة الأطماع الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة”.

وأضاف الحزب: “نعرب عن فخرنا واعتزازنا بالدور المشرّف الذي قامت به حركة أنصار الله في إسناد غزة، ونثق بأن الشعب اليمني سيواصل طريق الصمود والمقاومة رغم كل التحديات”.

خلفيات القرار الأمريكي

إعادة تصنيف أنصار الله كمنظمة إرهابية من قبل إدارة ترامب تأتي وسط تصعيد كبير في الأوضاع الإقليمية، خصوصاً بعد دور الحركة البارز في دعم المقاومة الفلسطينية خلال العدوان الأخير على غزة.

وجاء قرار الإدارة الأمريكية ضد أنصار الله بسبب شن اليمن بقيادة الحركة هجمات على السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر وقطع الملاحة الإسرائيلية نهائياً هناك على مدى ١٥ شهراً، إضافة لدعم فصائل المقاومة الفلسطينية عبر إطلاق مئات الصواريخ والمسيرات على الكيان الإسرائيلي رداً على العدوان الصهيوني على غزة. وبررت واشنطن القرار بأنه جزء من جهودها لردع ما تسميه “تهديدات الأمن الإقليمي والتصدي لأنشطة إيران وحلفائها في المنطقة”.

ردود فعل دولية وتحذيرات من التداعيات الإنسانية

قرار تصنيف أنصار الله أثار موجة استنكار دولية، حيث حذرت منظمات حقوقية مثل “أوكسفام” من أن القرار سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن. وأشارت إلى أن التصنيف سيؤثر سلباً على استيراد المواد الأساسية مثل الغذاء والوقود، ويهدد ملايين اليمنيين بالمزيد من الجوع والمرض.

كما أثار القرار تساؤلات حول تناقضاته، خاصة في ظل تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب في حفل تنصيبه الأخير، الذي تعهد فيه بعدم إقحام الولايات المتحدة في صراعات جديدة، والعمل على إنهاء الحروب المستمرة.

تصعيد أمريكي لتعزيز موقف إسرائيل

مراقبون يرون أن القرار يعكس محاولة لتعزيز موقف إسرائيل في مواجهة فصائل المقاومة، التي وجدت في دعم أنصار الله نموذجاً للتضامن العربي والإسلامي. كما يربط البعض القرار بمصالح واشنطن في المنطقة، خصوصاً مع الحلفاء الخليجيين الذين دفعوا باتجاه هذا التصنيف لمواجهة نفوذ صنعاء المتصاعد.

موقف أنصار الله: دعم المقاومة مستمر

في المقابل، أكدت حركة أنصار الله أن التصنيفات الأمريكية لن تؤثر على موقفها الداعم للمقاومة الفلسطينية، بل ستزيد من تمسكها بخيار مواجهة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.

ويأتي تصعيد الإدارة الأمريكية تجاه أنصار الله في سياق معركة أوسع تحاول من خلالها واشنطن وحلفاؤها كبح أي دعم للقضية الفلسطينية. ومع ذلك، يؤكد حزب الله وفصائل المقاومة أن مثل هذه التصنيفات لن تمنع محور المقاومة من الوقوف في وجه الاحتلال ومشاريعه في المنطقة.

قد يعجبك ايضا