تصاعد الحراك الشعبي.. أبناء المهرة يرفضون مشروعاً إماراتياً ينتهك السيادة الوطنية
المهرة – المساء برس|
شهدت محافظة المهرة، شرقي اليمن، حراكاً شعبياً متزايداً رفضاً لمشروع إماراتي يهدف إلى إنشاء لسان بحري في موقع جبل شروين بمديرية قشن.
وعبّر أبناء المحافظة، المشاركون في الاعتصام السلمي، عن رفضهم القاطع لتسليم الموقع لشركة “إجهام للطاقة” الإماراتية، معتبرين أن هذا المشروع يمثل تهديداً مباشراً للسيادة الوطنية واستغلالاً لموارد المحافظة.
تفاصيل المشروع المثير للجدل
وبحسب المشاركين في الاعتصام، فإن الاتفاقية الموقعة مع الشركة الإماراتية تمتد لـ50 عاماً، مخالفةً للقوانين المحلية التي تحدد فترة الامتياز بحد أقصى 30 عاماً.
وأكد المعتصمون أن الهدف الحقيقي من المشروع هو نهب الموارد المعدنية في جبل شروين، وليس تطوير البنية التحتية أو تحقيق غايات تجارية.
كما أشارت لجنة برلمانية لتقصي الحقائق إلى وجود شبهات فساد مالي في الصفقة، حيث أفادت بأن الاتفاقية تنتهك قانون الموانئ البحرية رقم 23 لعام 2013.
انتهاك السيادة ونهب الثروات
تأتي هذه التطورات في ظل اتهامات متزايدة لحكومة التحالف السعودي الإماراتي، ورئاسة المجلس القيادي الذي شكلته السعودية بقيادة رشاد العليمي وأحمد عوض بن مبارك، بالتورط في صفقات مشبوهة تهدف إلى نهب الثروات اليمنية.
وتشمل هذه الصفقات عقوداً طويلة الأمد في قطاعات النفط والموانئ، يتم منحها لشركات إماراتية دون مراعاة القوانين اليمنية أو مصالح الشعب.
انهيار اقتصادي ونهب منظم
وتعاني مناطق سيطرة التحالف السعودي الإماراتي في جنوب اليمن من انهيار اقتصادي شامل نتيجة الفساد والصراعات على الموارد.
وكشفت تقارير إعلامية سابقة عن تورط مسؤولين في حكومة التحالف بصفقات مشبوهة شملت بيع قطاعات نفطية مهمة، فيما يعاني المواطنون من انقطاع الخدمات الأساسية، كالكهرباء والمياه، وانهيار العملة وارتفاع الأسعار.
تضامن شعبي وإصرار على التصدي
وأكد أبناء المهرة في الاعتصام السلمي أنهم عازمون على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية حقوقهم ومنع تنفيذ المشروع الإماراتي، بمساندة قبائل المحافظة والقوى الوطنية.
ويعتبر هذا الحراك جزءاً من موجة أوسع من الرفض الشعبي المتزايد للتدخلات الإماراتية والسعودية في جنوب اليمن، والتي تسعى للسيطرة على الموارد الطبيعية والمواقع الاستراتيجية.
وفي ظل استمرار الصفقات المشبوهة وانتهاك القوانين الوطنية، يبرز حراك أبناء المهرة كنموذج للمقاومة الشعبية ضد استغلال التحالف السعودي الإماراتي للموارد اليمنية.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات قد تشكل بداية لتحولات سياسية أوسع تهدف إلى استعادة السيادة وحماية الثروات الوطنية.