تباين سياسات واشنطن تجاه أنصار الله لن يغير موقف صنعاء: من نهج إدارة بايدن إلى تصنيف إدارة ترامب
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
أعادت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ولايته الثانية، تصنيف حركة “أنصار الله” اليمنية كمنظمة إرهابية أجنبية، مشددةً على اتهامها بتهديد الأمن الإقليمي واستهداف السفن التجارية والعسكرية، إلى جانب دورها في دعم المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل. القرار الصادر عن البيت الأبيض تضمّن فرض عقوبات اقتصادية شاملة وقيوداً على السفر ومنع التعامل مع الجهات المرتبطة بحكومة صنعاء.
في المقابل، كانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن قد ألغت هذا التصنيف مطلع عام 2021، معللة ذلك بالمخاوف من إعاقة إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، واستبدلته في 2023 بتصنيف “أنصار الله” كـ”منظمة إرهابية عالمية محددة بشكل خاص”. إلا أن هذا التصنيف الجديد خلا من القيود الاقتصادية الشاملة ولم يؤثر على عمل المنظمات الإنسانية أو التعاملات الدولية مع حكومة صنعاء.
خلفيات سياسية متباينة للقرارين
قرار إدارة بايدن بإلغاء تصنيف “أنصار الله” كان جزءاً من محاولة لتخفيف التوتر الإنساني والسياسي في اليمن، في ظل انتقادات دولية لدور واشنطن في الحرب اليمنية. ومع ذلك، استمر خطاب بايدن العدائي تجاه صنعاء، خصوصاً في ما يتعلق بعملياتها البحرية واستهدافها السفن في البحر الأحمر وباب المندب.
على النقيض، يعكس قرار إدارة ترامب في ولايته الحالية توجهاً متشدداً يستجيب بشكل واضح لمطالب السعودية والإمارات، خاصة في ظل الدعم المتزايد الذي تقدمه صنعاء للمقاومة الفلسطينية، وفرضها حصاراً بحرياً على إسرائيل خلال حرب غزة الأخيرة. هذا القرار جاء أيضاً في سياق سعي واشنطن لتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الرياض، حيث أُعلن عنه بعد مباحثات سعودية-أمريكية تضمنت صفقات استثمارية ضخمة.
تداعيات التصنيفات على اليمن والمنطقة
بينما شكّل قرار ترامب الحالي ضغطاً إضافياً على حكومة صنعاء، قوبل بمخاوف دولية من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن. أما تصنيف بايدن الأخف وطأة، فقد أتاح استمرار عمل المنظمات الإغاثية في مناطق سيطرة صنعاء، لكنه فشل في كبح الدور العسكري المتنامي لصنعاء في المنطقة، خاصة بعد هجماتها على السفن الإسرائيلية والغربية في البحر الأحمر.
تصنيف لن يغير المعادلة
رغم التصنيفات المتكررة، فإنها لن تؤثر على توجه “أنصار الله” المساند للمقاومة الفلسطينية. موقف صنعاء في دعم الشعب الفلسطيني والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي يبقى ثابتاً وراسخاً، كما أثبتت خلال حرب غزة الأخيرة عندما فرضت حظراً بحرياً على الملاحة الإسرائيلية. وبحسب مراقبين، فإن هذه القرارات الأمريكية تعكس تناقضاً واضحاً في السياسة الأمريكية، لا سيما مع تصريحات ترامب الأخيرة في خطابه يوم حفل تنصيبه في 20 يناير الجاري، حيث أكد أنه سيعمل على “وقف الحروب في كل مكان” و”عدم إقحام الولايات المتحدة في أي صراعات خارجية”.
موازين جديدة
التباين بين سياسات إدارتي بايدن وترامب في التعامل مع “أنصار الله” يعكس اختلاف الأولويات الأمريكية؛ بين التركيز على التخفيف الإنساني خلال إدارة بايدن، والتوجه نحو تشديد الضغط على صنعاء ودعم حلفاء واشنطن الإقليميين في عهد ترامب. ومع استمرار اليمن كساحة صراع إقليمي ودولي، يبدو أن الإدارة الحالية تراهن على تصعيد المواجهة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في المنطقة التي خسرتها بعد تنامي الدور اليمني الذي قلب موازين القوى في المنطقة العربية.