بين الحصار والفساد: صنعاء تبني اقتصادها والجنوب يغرق في الانهيار

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

في الوقت الذي تواصل فيه صنعاء جهودها لدعم المنتج الوطني وتحفيز الاقتصاد المحلي رغم الحصار المفروض عليها، يعيش جنوب اليمن، تحت سيطرة التحالف السعودي الإماراتي وأدواته المحلية، حالة من الانهيار الاقتصادي بسبب الفساد والصراعات على المصالح النفطية.

صنعاء: دعم المنتج المحلي رغم التحديات

وشهدت العاصمة صنعاء توقيع اتفاقية تعاون بين الغرفة التجارية الصناعية وجمعية حماية المستهلك لدعم الصناعات الوطنية وتعزيز ثقة المستهلك بالمنتجات المحلية.

الاتفاقية، التي حظيت بتصديق وزير الاقتصاد معين المحاقري، تأتي ضمن المبادرة الوطنية لدعم المنتج اليمني “منتجي وطني”، التي تهدف إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتوفير منصة لتسويق المنتجات الوطنية.

ورغم الحصار، تسعى صنعاء إلى تحسين تنافسية الصناعات المحلية وتقليل الاعتماد على المنتجات المستوردة، مما يعكس إدارة واعية للاقتصاد الوطني ترتكز على استغلال الموارد المحلية وتحقيق الاستقلال الاقتصادي.

تحذيرات دولية من تفاقم الأزمة

وتحرص صنعاء ذات الأغلبية السكانية على تحسين اقتصادها خاصة في ظل التطورات الأخيرة والتصعيد الأمريكي الاقتصادي ضد صنعاء، حيث حذرت منظمة “أوكسفام” الدولية من تداعيات قرارات إدارة ترامب بتصنيف حركة أنصار الله كمنظمة إرهابية، مشيرة إلى أن القرار سيزيد من معاناة الشعب اليمني دون أن يؤثر على سياسات صنعاء.

وأوضحت أن مثل هذه القرارات تعمق الأزمة الإنسانية من خلال تقليص الواردات وعرقلة التحويلات المالية، التي تمثل شريان حياة للأسر اليمنية.

الجنوب: فساد وصفقات مشبوهة تعمق الأزمة

في المقابل، تعاني مناطق الجنوب الخاضعة للتحالف السعودي الإماراتي من استشراء الفساد، حيث كشفت تقارير عن صفقات مشبوهة لبيع القطاعات النفطية، وسط خلافات متصاعدة بين قيادات التحالف.

وثائق مسربة أظهرت تورط مسؤولين في حكومة التحالف في قضايا فساد بقيمة 1.9 مليار دولار، ما يعادل 3.8 تريليون ريال يمني.

وفي حين تنشغل القيادات في الجنوب بالصراعات على النفوذ والمكاسب الشخصية رغم ندرة تواجدها في الداخل وقضاء معظم أشهر العام سنوياً في مقار إقامتها في الرياض او ابوظبي، يعيش المواطنون أزمات اقتصادية خانقة، منها انهيار العملة وارتفاع أسعار السلع الأساسية.

نموذج اقتصادي متناقض

وتعكس هذه المقارنة فوارق جوهرية في إدارة الاقتصاد بين صنعاء ومناطق سيطرة التحالف. ففي الوقت الذي تسعى فيه صنعاء لدعم المنتج المحلي وتحقيق الاستقرار الاقتصادي رغم الحصار، تغرق مناطق الجنوب في أزمات متفاقمة نتيجة الفساد والصراعات بين أدوات التحالف السعودي الإماراتي.

قد يعجبك ايضا