من هو الخاسر في معركة غزة؟

محمد القزويني – وما يسطرون|

بعد خمسة عشر شهرا لم يستطع نتنياهو ان يحقق هدفا واحدا من اهدافه الثلاثة وهي:

 القضاء على حماس اولا، وتهجير اهل غزة الى شبه جزيرة سيناء ثانيا ،وتحرير الرهائن ثالثا. بل هو وافق على ايقاف الحرب على مضض وحدد يوم التاسع عشر من يناير يوما لانهائها، وهو اليوم الذي يسبق دخول الرئيس الامريكي ترامب الى البيت الابيض .

لم يستطع نتنياهو ان يحقق احلامه في اليوم التالي لغزة بينما استطاعت المقاومة الباسلة في غزه ان تحدد اليوم التالي لاسرائيل: اقتصاد منهار, تنازع بين اعضاء الحكومة ينذر بسقوطها وتشكيل وزارة جديدة وربما ذهاب نتنياهو الى السجن وفق الاحكام التي ستصدرها المحاكم لارتكابه مخالفات عديدة طبق القانون الاسرائيلي، والاهم من ذلك ستنتهي الحرب وهناك قرار اممي صادر من اعلى سلطة قضائية في العالم يطارد نتنياهو في كل مكان باعتباره مجرم حرب .

لقد ادخل نتنياهو بسياسته الهوجاء اسرائيل في مستنقع آسن يشم منه رائحة الدم و قضى على ما حصلت عليه اسرائيل من مكانة دولية وعرّى الفردوس الاسرائيلي الخادع فاصبح العالم وهو ينظر الى اسرائيل كدولة مارقة تقتل الاطفال والنساء والشيوخ في عصر العولمة وحقوق الانسان.

 لم تكن خسارة اسرائيل محصورة في 835 قتيلا من ضباطها وجنودها وهو الرقم الرسمي لعدد القتلى في الجيش الاسرائيلي بل خسرت كل شيء ولم يبق لنتنياهو سوى الاغلال التي ستقيد يديه نتيجة لجرائم ارتكبها بحق الانسانية جمعاء بما فيهم الاسرائيلون.

 اما على الجانب الاخر فقد استقبل الفلسطينيون قرار وقف اطلاق النار بفرحة لا توصف غمرت الشارع الفلسطيني والشارع العربي والاسلامي، وهذا اكبر دليل على الفوز والانتصار بينما عم اسرائيل الحزن والاسى حيث لم تحقق هذه الحرب التي دفع لها نتنياهو اثمانا باهظة لم تحقق شيئا لاسرائيل وكأنّ الامور قد عادت الى ماكانت عليها قبل السابع من اكتوبر. واما على صعيد المقاومة الفلسطينية الباسلة فعلى رغم فقدانها لشهداء تجاوزوا الخمسين الفا على راسهم السنوار وهنية والعاروري وغيرهم لكنها حققت ما كانت تصبوا اليه وهو تحريك القضية الفلسطينية وجعلها القضية الاولى في العالم، بالاضافه الى استمرارها في المعركة وهي صامدة امام الغطرسة الاسرائيلية. واستطاعت المقاومة ايضا خلال فتره الحرب ان تمد الروح في جسد الامة الاسلامية وتحريك الساحة الفلسطينية وقد تجلى ذلك بالدماء الجديدة التي اُضيفت الى الجسد الفلسطيني بتطويع 4000 فلسطيني في حركة المقاومة خلال فترة الحرب.

 وخرج بالامس خليل الحية زعيم حماس من على شاشات الاعلام العربي والاسلامي ليزف للعالم بان المقاومة لا زالت باقية على رغم المحن وهي المنتصرة في الحرب على رغم شراسة العدو.

قد يعجبك ايضا