تحقيق لـ”الغارديان”: الحرب على غزة تترك دمارًا إنسانيًا وبيئيًا هائلًا.. رغم ذلك لم يستسلم الفلسطينيون
رصد خاص – المساء برس|
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية في تحقيق موسع عن الأضرار الكارثية التي خلّفتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي استمرت 15 شهرًا، وأسفرت عن استشهاد وجرح عشرات الآلاف، إلى جانب دمار واسع في البنية التحتية والنظام الصحي والأراضي الزراعية.
شهداء وجرحى بأرقام صادمة
وفقًا للتحقيق، استشهد أكثر من 46,000 فلسطيني، يمثلون نحو 2% من سكان غزة قبل الحرب، بينهم 13,319 طفلاً، أصغرهم بعمر ساعات فقط. كما أصيب 110,000 شخص، يعاني ربعهم من إصابات دائمة كالبتر والحروق الشديدة.
ولا يزال عدد الضحايا الفعلي غير معروف بالكامل، إذ يُعتقد أن نحو 10,000 شخص دُفنوا تحت الأنقاض بسبب نقص المعدات والوقود اللازم لعمليات البحث.
انهيار القطاع الصحي
تعرضت المستشفيات في غزة إلى 654 هجومًا مباشرًا، ما أدى إلى استشهاد 1,050 من العاملين الصحيين، بينهم أطباء ومسعفون. وأكدت منظمة الصحة العالمية انخفاض عدد المستشفيات العاملة جزئيًا إلى 17 من أصل 36 مستشفى.
اعتمد السكان على 11 مستشفى ميدانيًا تفتقر إلى الإمدادات الطبية والكوادر الصحية، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الصحية. ونتيجة لذلك، سُجلت 1.2 مليون إصابة بالجهاز التنفسي و570,000 حالة إسهال حاد.
أزمة غذاء خانقة
أدى الحصار المفروض على دخول المساعدات إلى تفاقم أزمة الجوع وسوء التغذية، حيث أكدت الأمم المتحدة أن 96% من الأطفال دون السنتين والنساء يعانون من نقص غذائي حاد. كما يواجه 345,000 شخص نقصًا كارثيًا في الغذاء، و876,000 شخص يعانون من مستويات طارئة لانعدام الأمن الغذائي.
دمار بيئي وزراعي
أدت الحرب إلى تدمير 40% من الأراضي الزراعية، وتلوث التربة والمياه، وتدمير 31 من أصل 54 خزان مياه. كما خسر القطاع نصف الغطاء الشجري نتيجة القصف والتلوث، مما يهدد الأمن الغذائي للسكان.
الحرب بالأرقام
شهداء فلسطينيون: 46,707
الأطفال الشهداء: 13,319
مدفونون تحت الأنقاض: 10,000
جرحى فلسطينيون: 110,265
نازحون: 1.9 مليون (90% من السكان)
مرافق صحية متضررة: 654 هجومًا
منازل متضررة أو مدمرة: 436,000 (92% من الإجمالي)
مدارس متضررة أو مدمرة: 534 (95% من الإجمالي)
أطفال خارج التعليم الرسمي: 660,000
صمود أسطوري للشعب والمقاومة
رغم كل ما تعرض له قطاع غزة من جرائم ومجازر إبادة وحشية لم يسبق أن شهدتها المنطقة العربية، إلا أن كل ذلك لم يجعل الفلسطينيين مقاومة وشعباً يفكرون ولو مجرد التفكير في الاستسلام للاحتلال الإسرائيلي، حتى على مستوى الهروب من شمال قطاع غزة على وقع ما ارتكبه الاحتلال من جرائم بهدف إجبار الشعب على مغادرة شمال القطاع والهروب نحو الجنوب إلا أن الفلسطينيين لم يقبلوا بترك مناطقهم ومنازلهم بما فيها التي أصبحت ركاماً فوق بعضها وفضلوا البقاء في شمال القطاع ونصب خيام النزوح على ركام منازلهم وبناياتهم.
آفاق المستقبل
وبالعودة لتحقيق الجارديان البريطانية، وصفت الصحيفة حجم الدمار بأنه “غير مسبوق”، مشيرة إلى عواقب طويلة الأمد على السكان والبيئة. وبينما بدأت جهود إعادة الإعمار، يبقى الثمن الإنساني والاقتصادي للحرب شاهدًا على فداحة المعاناة التي عاشتها غزة.