حرب استنزاف يمنية ضد البحرية الأمريكية في البحر الأحمر.. تقرير بالأرقام
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
على مدى أكثر من عام، خاضت القوات المسلحة اليمنية حرب استنزاف مُحكمة ضد البحرية الأمريكية وحلفائها في البحر الأحمر.
بدأت هذه الحرب في أكتوبر 2023 بعد قرار صنعاء بمنع مرور السفن الإسرائيلية عبر الممر المائي الاستراتيجي رداً على العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة ضد الفلسطينيين، وتصعيدها لاحقًا ليشمل استهداف السفن الأمريكية والبريطانية، بما في ذلك السفن الحربية رداً على قيام أمريكا وبريطانيا بضرب اليمن لمنعه من إسناد غزة عسكرياً ولإجباره على رفع الحظر المفروض على ملاحة الاحتلال الإسرائيلي.
تصعيد يمني وتحول استراتيجي
اتخذت صنعاء قرارًا تاريخيًا بتحدي الهيمنة البحرية الأمريكية والإسرائيلية عبر البحر الأحمر، مُستخدمةً الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيّرة لتوسيع نطاق استهدافها. منذ ذلك الحين، باتت العمليات اليمنية تُربك الدفاعات البحرية والجوية الأمريكية بشكل واضح، رغم إرسال الولايات المتحدة حاملات طائرات آخرها هاري إس ترومان لتعزيز حضورها العسكري.
استهداف حاملة الطائرات هاري إس ترومان
رغم قلة فترة انتشارها في البحر الأحمر شمالاً وبعيدا عن اليمن وبعد أن سبقتها ثلاث حاملات طائرات أخرى أولها دوايت دي آيزنهاور، تعرضت الحاملة هاري إس ترومان إلى ست هجمات مباشرة من القوات اليمنية.
إحدى هذه الهجمات البارزة أسفرت عن خلل كبير في الدفاعات الأمريكية، حيث قامت أنظمة الحماية الذاتية لمجموعة الحاملة باستهداف طائرة أمريكية من طراز F/A-18 Super Hornet بالخطأ وإسقاطها.
هذا الحادث كشف مدى تعقيد وتحديات العمليات الأمريكية في مواجهة الهجمات اليمنية.
الخسائر الأمريكية والاستنزاف المستمر
تكلفة الدفاعات:
تعتمد البحرية الأمريكية بشكل كبير على صواريخ اعتراضية متقدمة مثل SM-2 وSM-6، التي تصل تكلفة الواحد منها إلى 5 ملايين دولار. التكرار المستمر للهجمات اليمنية يفرض استنزافًا ماليًا كبيرًا على الأسطول الأمريكي.
طلعات جوية مكثفة:
تتطلب الهجمات اليمنية تشغيل مكثف للطائرات مثل F/A-18، حيث تصل تكلفة الطلعة الواحدة إلى 22,000 دولار للساعة الواحدة، مما يرفع العبء المالي.
تكلفة تشغيل السفن:
تشير التقارير الأمريكية إلى أن تكلفة تشغيل السفن الحربية وحاملات الطائرات الأمريكية المتعاقبة على المنطقة لمواجهة الجبهة اليمنية غلى مدى أكثر من عام ما بين ٧٠٠ مليون إلى ١ مليار دولار وهي تكلفة باهظة جداً أزعجت حتى أعضاء لجنة الدفاع في الكونجرس الأمريكي.
التأثير الاستراتيجي:
لم تتمكن الولايات المتحدة، رغم تفوقها التكنولوجي، من وقف جبهة الإسناد العسكرية اليمنية بقيادة صنعاء لغزة والمقاومة الفلسطينية، مما يعكس فشلًا استراتيجيًا واضحًا.
دور صنعاء في دعم غزة
بالتوازي مع عملياتها في البحر الأحمر بقطع الملاحة الإسرائيلية نهائياً والتسبب بإعلان ميناء أم الرشراش (إيلات) إفلاسه وتوقف العمل فيه نهائياً، تمكنت القوات اليمنية من دعم المقاومة الفلسطينية عسكريًا في مواجهة حرب الإبادة الوحشية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة سواء بالقصف المباشر بالصواريخ الباليستية والباليستية الفرط صوتية أو الصواريخ المجنحة أو الطائرات المسيرة، وهو ما أثار قلق التحالف الأمريكي-الإسرائيلي. وبالتالي تعتبر صنعاء اليوم محورًا إقليميًا يربط بين جبهات متعددة في صراع الشرق الأوسط.
اليمن يفرض معادلات جديدة
تعكس حرب الاستنزاف التي تقودها القوات اليمنية في البحر الأحمر تحوّلًا كبيرًا في معادلة الصراع الإقليمي. ورغم المحاولات الأمريكية لاحتواء الوضع، إلا أن التكاليف البشرية والمالية الكبيرة تشير إلى نجاح اليمن في تحقيق أهدافه الاستراتيجية، مع إبقاء الولايات المتحدة وحلفائها في حالة دفاع مستمر.