انهيار جديد للريال اليمني في مناطق التحالف جنوب اليمن وسط تحذيرات من عواقب وخيمة
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
سجل الريال اليمني اليوم الأحد انهيارًا تاريخيًا جديدًا أمام العملات الأجنبية في مناطق سيطرة الحكومة التابعة للتحالف السعودي الإماراتي جنوب اليمن، حيث هبط بمقدار 26 ريالًا خلال أقل من 24 ساعة، ليصل إلى أدنى مستوى له في التاريخ.
ارتفاع قياسي في أسعار الصرف
أفادت مصادر مصرفية في عدن بأن سعر بيع الدولار الأمريكي وصل إلى 2122 ريالًا مقارنة بـ2096 ريالًا في تعاملات أمس السبت، مسجلًا زيادة قدرها 26 ريالًا في أقل من يوم، وبفارق 47 ريالًا عن سعره مطلع الأسبوع الماضي. كما ارتفع سعر بيع الريال السعودي إلى 555 ريالًا مقارنة بـ549 ريالًا في تعاملات الأمس، بفارق 12.5 ريالًا عن سعره قبل أسبوع.
استقرار في مناطق صنعاء
على النقيض، حافظ الريال اليمني على استقراره في مناطق حكومة صنعاء، حيث ظل سعر صرف الدولار عند 537 ريالًا، والريال السعودي عند 140.20 ريالًا، مما يعكس تفاوتًا واضحًا في السياسات النقدية بين الطرفين.
تحذيرات من تفاقم الأزمة
وصفت “نقابة الصرافين الجنوبيين” في عدن انهيار الريال بأنه أزمة حقيقية قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. وأكدت النقابة في بيانها أن تجاوز الدولار حاجز الـ2100 ريال رغم وجود وديعة سعودية يشير إلى فشل السياسات الاقتصادية الحالية.
ودعت النقابة “مجلس القيادة الرئاسي” التابع للتحالف إلى اتخاذ خطوات جادة لمعالجة الأزمة، من خلال إعادة النظر في السياسات النقدية والمالية، وتعزيز الشفافية في إدارة الودائع والمساعدات، مع فرض رقابة صارمة على السوق لمنع المضاربات والتلاعب.
فساد مستشري يزيد من تعقيد الأزمة
في الوقت الذي أعلنت فيه السعودية عن تقديم نصف مليار دولار كوديعة للبنك المركزي في عدن، تشير تقارير النيابة العامة في عدن إلى تورط مسؤولين في أكثر من عشرين قضية فساد، تشمل الاستيلاء على المال العام وغسل الأموال وتمويل الإرهاب. هذه الممارسات أسهمت في تفاقم الأوضاع المعيشية للمواطنين بشكل غير مسبوق.
انعكاسات كارثية على المواطنين
أدى انهيار العملة إلى زيادة مباشرة في أسعار السلع والخدمات، مما فاقم معاناة المواطنين في الجنوب. ومع غياب رؤية اقتصادية واضحة، تبدو الأوضاع مهيأة لمزيد من الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية.
في ظل هذه الأوضاع، يتساءل المراقبون عن قدرة التحالف السعودي الإماراتي وحكومته في عدن على اتخاذ تدابير حقيقية تنقذ الريال اليمني وتخفف من معاناة المواطنين، أم أن الأزمة ستستمر في التفاقم؟