سياستنا الإعلامية
جلال زيد – وما يسطرون – المساء برس |
تعيش المنطقة والعالم اليوم في ظل ظروف إستثنائية يلعب اليمن فيها دوراً بارزاً ومؤثراً على الصعيد الإقليمي والعالمي وذلك لمواقفه الشجاعة والحكيمة ولمكانته الجغرافية المهمة، وهاتين الميزتين لليمن جعلتها محط نظر القوى العالمية والاستكبارية وذلك سعياً منها لثني اليمن وقيادته الثورية عن مواقفه القوية تجاه القضايا المركزية وفي مقدمتها فلسطين وقرار اسناد جبهتها او التأثير عليها ، وكذلك تسعى هذه القوى للسيطرة المباشرة او الوصاية على جغرافيا اليمن للإستفادة من جغرافيتها البرية والبحرية بما يخدم مصالحها العليا وللسيطرة على شبه الجزيرة العربية.
وبينما يخوض اليمن معركة الإسناد لغزة والتي تعنون قواتنا المسلحة عملياتها بهذه العنوان وتضع أهدافها وشروط توقفها في كل بيان للناطق العسكري يحيى سريع، تفتقر اليمن خصوصاً في الجبهة الإعلامية الأسلوب والتكتيك المناسب لمواجهة الحرب الإعلامية ولشنّ الهجمات الإعلامية الناجحة على “العدو” وتمرير الرسائل للصديق والحليف والمتعاطف.. وتفتقر للسان البليغ الذي يخاطب شعوب المنطقة والعالم. بما يظهر أحقية ومشروعية العمليات العسكرية اليمنية من جهة ومن حهةٍ أخرى مظلومية الشعب اليمني والفلسطيني، وأيضا بما يجيب على التساؤلات وتبيان الشبهات التي تطرأ على الساحة المحلية والإقليمية والعالمية.
اللسان اليمني لم يعد مقتصراً على الخطاب المحلي فقط بل إننا أصبحنا نخاطب المنطقة والعالم البشري بمختلف ثقافاته وقومياته ودياناته.. الخ
ما يستدعي وجود فرق إعلامية تمتلك مهارةً مخاطبة هذه الشعوب بمختلف تركيباتها وبما ينسجم مع الأهداف المرسومة والنتائج المرجوة للدور الإعلامي.
في حادثة كربلاء الأسوة الكاملة بالإمام الحسين ع وكذلك أصحابه والسيدة زينب عليها السلام على وجه الخصوص.
فمن جهة كان الحسين عليه السلام متمسكا بالأهداف والقيم التي سعى لتحقيقها ومن جهةٍ أخرى كان له الكثير من الخطب الموجهة للصديق و للعدو وللأمة ولكلّ شريحة من هذه الفئات الثلاث كان الخطاب المتنوع في تبيين الأحقية والرد على الشبهات والتساؤلات والإدعاءات وتثبيت المواقف وتعزيز التماسك والتلاحم والصمود واستنهاض الأمة وتوضيح الملابسات وإظهار المظلومية.. الخ من مميزات الخطاب الكربلائي الذي امتاز باستراتيجية ورؤية وخطة اعلامية ناجحة، وإلى دور السيدة زينب عليها السلام الإعلامي والتي موالتي بكل دقة ومهنية واستطاع النموذج الكربلائي أن يبقى ويحيا بهذه الاستراتيجية الإعلامية القوية.
لستُ في صدد ذكر برنامج اعلامي محدد او صناعة خطة اعلامية بقدر ما أريد تبيين مكامن الضعف الإعلامي ومحاولة إظهار نموذجٌ تاريخي حيّ لمساعدة روّاد الجبهة الإعلامية وضباط الحرب الناعمة في تكوين فكرة شمولية عن نوعية الخطاب الذي نستطيع من خلاله تثبيت الشارع اليمني على مستوى الداخل ورفع الغشاوات والشبهات عنه وعن أهدافه .. اظهار عناصر القوة والتأثير في البيئة المحيطة واستنهاض الشعوب للإلتفاف حول اليمن والقضية الفلسطينية وكذلك كسب التعاطف العالمي لليمن واغتنام هذه الفرص لتعزيز حضوره في الساحة العالمية ووكسر الحظر الدولي الذي فرضه الأعداء على اليمن ليجعل شعبنا يعيش حالة عزلة دولية وحصار مطبق.