“الهجمات اليمنية تقلب معادلة الأمن الإسرائيلي: انهيار نفسي واقتصادي في العمق

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

منذ أن أعلنت صنعاء الحرب على الاحتلال الإسرائيلي دعمًا للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، تصاعدت العمليات العسكرية اليمنية بشكل لم يكن متوقعًا، لتشكّل تحديًا غير مسبوق للاحتلال الإسرائيلي على المستويين العسكري والنفسي. هذه العمليات، التي شملت استخدام صواريخ باليستية فرط صوتية وصواريخ مجنحة وطائرات مسيرة، أحدثت صدمة نفسية ومادية لدى الإسرائيليين، وزعزعت مفهوم الأمن الذي طالما تفاخر به كيان الاحتلال.

الهجمات اليمنية: بين الاستراتيجية والضغط النفسي

الهجمات اليمنية، التي تنفذها قوات صنعاء باستخدام أسلحة متطورة، أحدثت أضرارًا جسيمة في البنية التحتية الإسرائيلية، إضافة إلى تأثيرها النفسي الكبير. بحسب صحيفة “جيروزاليم بوست”، فإن إطلاق الصواريخ في ساعات الليل المتأخرة يُعدّ “حربًا نفسية” متطورة تهدف إلى خلق حالة من الإرهاق النفسي والتوتر المزمن لدى المستوطنين.

الصحيفة أشارت إلى أن “الإخلال بالروتين الليلي يؤدي إلى نمو الشعور بالتهديد، مما يترك أثرًا نفسيًا يستمر لليوم التالي”. كما أكدت أن هذه الهجمات تقوض العلاقة بين القيادة الإسرائيلية والجمهور الذي يشعر بالعجز المتزايد تجاه قدرتها على حمايته.

تحديات الاحتلال: انهيار منظومة الأمن

فشل المنظومات الدفاعية الإسرائيلية في التصدي للصواريخ اليمنية فاقم الأزمة النفسية لدى الإسرائيليين. ووفقًا لتقارير إسرائيلية، فإن منظومة “ثاد” الأمريكية، التي تُعد من الأكثر تطورًا، لم تنجح في اعتراض الصواريخ اليمنية، مما أدى إلى خسائر مادية وبشرية كبيرة.

صحيفة “إسرائيل اليوم” أشارت إلى أن الحوثيين هم “العنصر الأكثر نشاطًا في محور المقاومة” الذي لا يزال ينفذ عمليات عسكرية مباشرة ضد إسرائيل. وأوضحت أن الهجمات اليمنية “أحدثت اضطرابات كبيرة في الروتين اليومي للسكان الإسرائيليين”، حيث باتوا يقضون الليالي في الملاجئ، ما يزيد من الإرهاق والتوتر النفسي.

الانعكاسات الاقتصادية: ضربة للمستقبل الإسرائيلي

الهجمات اليمنية لم تقتصر على التأثير النفسي فقط، بل شملت تداعيات اقتصادية جسيمة. وكالة “أسوشيتد برس” أكدت أن استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر أدى إلى تعطيل ميناء إيلات، وإجبار السفن على اتخاذ طرق أطول وأكثر تكلفة.

كما تسببت الهجمات الصاروخية في تعطيل حركة الطيران الدولية إلى إسرائيل، ما أدى إلى خسائر كبيرة في قطاعي السياحة والاستثمار. وأكدت الوكالة أن “استمرار هذه الهجمات يقوض الاقتصاد الإسرائيلي ويمنع البلاد من استعادة استقرارها”.

ردود الفعل الدولية: عجز وإحباط

إسرائيل، التي اعتادت استخدام الضربات الجوية كوسيلة للردع، تجد نفسها عاجزة أمام العمليات اليمنية. ووفقًا لـ”وول ستريت جورنال”، فإن الضربات الجوية الانتقامية ضد اليمن لم تؤدِ إلا إلى تعزيز الدعم المحلي للحوثيين، في حين فشلت في وقف الهجمات.

المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي لفت إلى أن استراتيجية الحوثيين تركز على “استنزاف السكان الإسرائيليين” من خلال هجمات متكررة تهدف إلى زيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف حربها على غزة.

تحديات القيادة الإسرائيلية: فقدان السيطرة والثقة

تواجه القيادة الإسرائيلية انتقادات متزايدة من قبل الجمهور بسبب الفشل في توفير الأمن. صحيفة “جيروزاليم بوست” أشارت إلى أن هذا الفشل يهدد بتآكل الثقة بين الجمهور والقيادة، مما يزيد من حدة الأزمة الداخلية.

فيما أكدت “وول ستريت جورنال” أن “العجز الإسرائيلي أمام الهجمات اليمنية يعكس عجز الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة عن تقديم دعم فعال لإسرائيل”.

معركة النفس الطويل

العمليات العسكرية اليمنية ضد الاحتلال الإسرائيلي أثبتت أن الحرب ليست فقط معركة عسكرية، بل هي حرب نفسية بامتياز. الحوثيون، وفقًا للتقارير الإسرائيلية والأمريكية، نجحوا في تحويل الليل إلى كابوس دائم للمستوطنين، وضرب الاقتصاد الإسرائيلي في عمق استقراره، مما يزيد من هشاشة الاحتلال أمام محور المقاومة.

وفي ظل استمرار الفشل الإسرائيلي في احتواء هذه الهجمات، يبدو أن صنعاء قد نجحت في تحويل معادلة الصراع إلى معركة نفس طويل، تضعف فيها قدرة الاحتلال على الصمود سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا.

قد يعجبك ايضا