غروندبيرغ يبحث عن أمن إسرائيل في صنعاء.. وكيف دخلت السعودية على الخط؟

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

كشفت مصادر مقربة من الخارجية اليمنية في صنعاء، عن تقديم المبعوث الأممي إلى اليمن الذي وصل أمس إلى صنعاء، هانس غروندبيرغ، طلبات لصنعاء خارج سياق مهامه الوظيفية المكلف بها كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن للتوسط من أجل حل الصراع بين اليمن والسعودية من جهة وحكومة صنعاء وبقية الفصائل اليمنية التابعة للتحالف السعودي الإماراتي من جهة أخرى.

زيارة جروندبرغ هذه المرة إلى صنعاء حملت معها طلبات تتعلق بموقف اليمن العسكري الإسنادي للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في قطاع غزة والذي يواجه حرب إبادة شاملة من قبل الاحتلال الإسرائيلي بغطاء شامل وبدون سقوف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

وكشفت تصريحات وزير الخارجية اليمني في صنعاء، جمال عامر، عن بعض ما تضمنته مطالب غروندبيرغ الذي بدا وكأنه مبعوث من تل أبيب إلى صنعاء وليس مبعوثاً للأمم المتحدة لحل نزاع يمني إقليمي من جهة ويمني يمني من جهة.

وقال جمال عامر خلال استقباله المبعوث الأممي اليوم إنه “لا وجه للربط بين عملية السلام في اليمن وعمليات اليمن العسكرية المساندة لغزة”، في مؤشر على أن المبعوث الأممي جاء للبحث عن أمن الاحتلال الإسرائيلي من الهجمات اليمنية بالصواريخ الباليستية الفرط صوتية والصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة التي تصاعدت حدتها في الأسابيع الأخيرة، رابطاً بين الدفع بعملية السلام في اليمن المتوقفة بسبب الفيتو الأمريكي وبين وقف اليمن جبهته الإسنادية لغزة والمتمثلة بقصف الاحتلال الإسرائيلي مباشرة وحظر ملاحته في البحر الأحمر.

وقال عامر أيضاً إن “صنعاء وضعت معادلة بسيطة وعادلة وأقل كلفة مضمونها إنهاء حرب الإبادة في قطاع غزة مقابل إنهاء العمليات اليمنية الداعمة لغزة”، وأضاف أن “واشنطن لا يهمها غير مصالح الكيان الصهيوني والدفاع عنه، دون اكتراث لأي قضايا انسانية في ظل عجز أممي فاضح”.

وفيما يبدو أنها رسائل تهديد نقلها المبعوث الأممي إلى صنعاء، قال الوزير عامر إن “من البلاهة استنساخ التجربة السورية في اليمن، ومن حل محاولة فرض الحصار الاقتصادي على البنوك التجارية بثلاثة خطابات سيحل غيرها”، في إشارة واضحة إلى أن غروندبيرغ فيما يبدو نقل رسائل تهديد غربية وتحديداً أمريكية بتطبيق سيناريو ما حدث في سوريا مؤخراً في اليمن إذا لم تتوقف صنعاء عن إسنادها العسكري لغزة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وما يبدو واضحاً أيضاً أن من ضمن هذه الرسائل التهديدة لصنعاء تكثيف الحصار الاقتصادي وتشديده إلى أبعد حد إما بهدف تفجير الأوضاع من الداخل ضد صنعاء بما يسمح بانقضاض الفصائل المسلحة الموالية للولايات المتحدة والتي تعاطفت علناً مع الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه ضد غزة أو بهدف إجبار صنعاء تحت الضغط الاقتصادي على التراجع عن خيارها.

وفي إشارة إلى أن السعودية لن تكون بمنأى عن تداعيات ما قد يرتكبه الإسرائيليون أو الأمريكيون ضد اليمن، تعمّد وزير خارجية صنعاء توجيه رسالة للرياض مفادها أن الذي أوقف محاولة السعودية التي أتت بضغوط أمريكية لفرض الحصار الاقتصادي على البنوك التجارية اليمنية في صنعاء بثلاثة خطابات سيحل غيرها، في إشارة إلى خطابات زعيم أنصار الله التي هدد فيها السعودية وتطرق فيها لهذه النقطة في حينه والتي أجبرت السعودية على التراجع عن هذه المحاولة رغم أنها كانت محاولات أمريكية بامتياز، وهو ما يعني أن صنعاء مدركة بأن أيا ما ستقدم عليه إسرائيل أو أمريكا لن يكون في نظر صنعاء بدون مشاركة سعودية وهو ما يضع الرياض في وجه المدفع ويجعلها في مواجهة مباشرة مع اليمن الذي أصبح بكل المستويات بعد 7 أكتوبر مختلفاً تماماً عمّا كان عليه قبل الطوفان.

قد يعجبك ايضا